أفضل الكتب التي جمعت بين أحاديث الصحيحين

السؤال
ما أفضل الكتب التي جمعت بين أحاديث الصحيحين، حيث إنني أريد البدء بحفظ السنة النبوية؟
الجواب

الصحيحان أعني (صحيح البخاري) و(صحيح مسلم) اعتنتْ بهما الأمة عناية فائقة من جميع الوجوه، ومما نال من عناية الأمة في الصحيحين: الجمع بينهما، فهناك علماء كُثر جمعوا بين الصحيحين، منهم عبد الحق الإشبيلي، ومنهم الحميدي، فقد جمع بين الصحيحين ومازال العلماء إلى وقتنا هذا وهم يصنفون في هذا الباب، ومن ذلك (الجمع بين الصحيحين) للشيخ صالح الشامي.

وعلى كل حال الذي في تقديري أن أفضل مَن صنَّف في الجمع بين الصحيحين هو عبد الحق الإشبيلي، فإذا قرأ هذا ويكون بيده أيضًا الأصول؛ للرجوع إليها، فلا بد من الرجوع إلى الأصول والتوثُّق والتأكُّد منها إذا كان الوقت يسعف، فإذا كان الوقت لا يسعف فهذه الكتب ما جمعتْ إلا لتوفير الوقت على طالب العلم، على كل حال الجمع بين الصحيحين لعبد الحق هو المفضَّل عندي، وهناك الحميدي أيضًا جمع بين الصحيحين، وكما أشار العلماء كالعراقي وغيره أن الحميدي اعتمد على المستخرجات ولم يعتمد على الأصول، وهذه المستخرجات ربما تزيد على ما في الصحيحين وربما تنقص، ويقول العراقي: ليته أشار إلى شيء من هذه المفارقات، يقول:

واستخرَجوا على الصحيحِ كأبي
 

 

عوانةٍ ونحوهِ فاجتنبِ
 

عزْوَك ألفاظَ المتونِ لهما
 

 

إذْ خالفتْ لفظًا ومعنىً ربما
 

وما يزيدُ فاحكمنْ بصحتِهْ
 

 

فهو مع العُلُوِّ مِن فائدتِهْ
 

والأصل يعني (البيهقي) ومَن عزا
 

 

.....................................
 

يعنون أصل الحديث ما يعنون لفظ الحديث؛ لأنهم يعتمدون على المستخرجات ولا يعتمدون على الأصول.

والأصل يعني (البيهقي) ومَن عزا
 

 

....................................

وقل مثل هذا في (جامع الأصول) لابن الأثير.

...................................
 

 

وليتَ إذ زادَ الحُميدي ميَّزا
 

وبالرجوع إلى (الجمع بين الصحيحين) للحميدي وجدناه يميِّز أن هذه الزيادة في (مستخرج أبي عوانة)، في (مستخرج أبي نعيم)...، وظُلم في كونه لم يميِّز، فهو ميَّز، وقد يغفل ويسهو ولا يميِّز بعض الأشياء، لكنه في الجملة يميِّز.

وإذا أشكل على الطالب أثناء حفظه للحديث كلمة من حيث شكلها وضبطها فإنه يرجع إلى الشروح، وإن أشكلت من حيث المعنى ففي غريب الحديث ما يحل الإشكال.