كتاب: (روائع البيان تفسير آيات الأحكام)

السؤال
ما تقولون في كتاب: (روائع البيان في تفسير آيات الأحكام)؟
الجواب

إن كان المقصود (روائع البيان في تفسير آيات الأحكام) للصابوني، فهو كتاب جيد في بابه، وليس الأجود في بابه، فقد جَمَع آيات الأحكام، وتكلَّم عليها آية آية، بكلام مختصر ومرتَّب ومنظَّم ومرقَّم؛ لكن لا يعني هذا أنه يُغني عن كتب تفسير آيات الأحكام، فقد يستفيد منه المثقَّف -مثلًا-، على أنه في ترجيحاته بين أقوال أهل العلم قد يُخالَف.

وكتب تفسير آيات الأحكام لأهل العلم المتقدمين موجودة ولله الحمد، فمنها: (أحكام القرآن) لابن العربي، و(أحكام القرآن) للجصاص، و(أحكام القرآن) لالكيا الطبري الهراسي، فالأول مالكي، والثاني حنفي، والثالث شافعي، وكذلك (الجامع لأحكام القرآن) للقرطبي، وهذا بحر محيط، فيه جميع أحكام القرآن مما دوَّنه هذا الإمام.

يبقى تفسير آيات الأحكام من وجهة نظر الحنابلة، نعم لهم كتب في هذا الباب، لكنها ما طُبعت، وقد جُرِّدتْ أحكام القرآن من خلال (المغني) لابن قدامة في رسائل علمية، وذكرنا في محاضرة اسمها (المنهجية في قراءة الكتب) أن من وسائل التحصيل أن يأتي لمثل هذا الموضوع -أحكام القرآن-، فيُحضر عنده (أحكام القرآن) لابن العربي، والجصاص، والطبري، في المذاهب الثلاثة، ثم بعد ذلك يُعلِّق على هذه الكتب مذهب الحنابلة من خلال كتاب معتبر عندهم، وهذا لا يُكلِّف كثيرًا، فبمجرد ما تنقل قول أحمد أو روايات المذهب إلى (أحكام القرآن) لابن العربي، يكون عندك كتاب في أحكام القرآن للحنابلة، وهذا نظير ما عمل الشاه وليُّ الله الدهلوي في (المسوى شرح الموطأ)، فـ(المسوى) أصله (الموطأ) للإمام مالك، ويَحمل فكر الإمام مالك، ووجهة نظر الإمام مالك، وهو مخلوط بموطأ محمد الذي هو من وجهة نظر الحنفية، فأضاف الشارح رأي الشافعية، فاكتملت المذاهب الثلاثة، ولو أن طالب علمٍ عَمِد إلى هذا الكتاب وأضاف إليه القول الرابع وهو قول الحنابلة لكَمُل الكتاب، وأول مَن يستفيد من هذا العمل الذي لا يُكلِّف شيئًا كبيرًا، ولا يحتاج إلى عصر ذهن، أول مَن يستفيد منه: هذا الطالب، وعندي أن هذا من أعظم وسائل التحصيل.