قول جملة من الأذكار بصيغة مجتمعة ومرتَّبة وتكرارها مائة مرة

السؤال
سائلة تقول: إنها متعوِّدة أن تقول: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، أستغفر الله العظيم)، تقول: إنها تقولها كلها جملةً واحدةً مائة مرة، أو ما شاء الله أن تكون، تقول: فهل هذا الفعل صحيح، أم أُقسِّمها كل عبارة لوحدها؟
الجواب

الذكر فضله عظيم، وجاءت النصوص من الكتاب والسنة على الحث عليه والإكثار منه، وأن يكون لسان المسلم رطبًا بذكر الله، وجاء {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ} [الأحزاب: 35]، وجاء أيضا «الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» [يُنظر: مسند أحمد: 18353]، وجاء أيضًا أن الجنة قيعان كما جاء في الحديث الصحيح في قول إبراهيم -عليه السلام- لنبينا -عليه الصلاة والسلام-: «يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» [الترمذي: 3462]، وهن الباقيات الصالحات، فجاء الحث على الذكر، فعلى الإنسان أن يلهج بذكر الله، بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، ولا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة [البخاري: 4205]، وإذا كانت هذه كنزًا، والجنة ترابها المسك، فما عسى أن يكون ذلك الكنز؟ والصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- جاء الحث عليها، وأن مَن صلى عليه مرة صلى الله عليه بها عشرًا [مسلم: 384]، فهذه الجملة كلها مطلوبة، وجاءت فيها نصوص، لكنها لم تَرد مجتمعة بهذه الصيغة وبهذا الترتيب، وأنها تُقال بهذا المقدار: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، أستغفر الله العظيم)، هذه كلها جمل مطلوبة، وجاء فيها نصوص، لكن بهذا الترتيب وتُقال جملةً واحدةً مائة مرة هذا لم يَرد به نص بهذه الهيئة والصيغة المجتمعة، وإن ورد في مفردات هذا الذكر نصوصٌ كثيرةٌ تدل وتحضُّ عليها، فتُفرَّق ولا تُقال بهذه الطريقة، ولو قال: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)، وكرَّر ذلك مرارًا فلا مانع؛ لأنه لا يضرك بأيهنَّ بدأْتَ، لكن عددٌ محددٌّ مائة مرة! لا، وجاء «سبحان الله وبحمده» مائة مرة [البخاري: 6405]، وجاء «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» مائة مرة [البخاري: 3293]، وجاء أعداد في أذكار متعدِّدة، لكن بهذه الصيغة وبهذه الهيئة المجتمعة لا.

وعلى كل حال تُفرِّقها، أو تجمعها أحيانًا وتُفرِّقها أحيانًا لا مانع من ذلك -إن شاء الله تعالى-.