معنى قول الله تعالى: {ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين}

السؤال
ما معنى قول الله تعالى: {مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ} في قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ} [البقرة: 114]؟
الجواب

هذا الخبر معناه الطلب، بمعنى أنكم لا تمكِّنوا هؤلاء الذين يمنعون مساجد الله أن يُذكَر فيها اسمه من دخول هذه المساجد ويسعون في خرابها وتعطيلها من وظيفتها الشرعية، فمثل هؤلاء لا يدخلون المساجد إلا بخفية وعلى خوف ووجل من أن يَظفر بهم المسلمون فيقتلوهم أو يأسروهم، يقول الحافظ ابن كثير في تفسيره: (لا تمكِّنوا هؤلاء إذا قدرتم عليهم من دخولها إلا تحت الهدنة والجزية -فهذا الأصل ألَّا يدخلوا بلاد المسلمين إلَّا بهذا الشرط: هدنة، وجزية، يقول:- وقال بعضهم: ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا مساجد الله إلا خائفين على حال التهيُّب وارتعاد الفرائص من المؤمنين أن يبطشوا بهم، فضلًا أن يستولوا عليها ويمنعوا المؤمنين منها، والمعنى: ما كان الحق والواجب إلا ذلك لولا ظلم الكفرة وغيرهم -يقول أيضًا ابن كثير:- وقيل: هذه بشارة من الله للمسلمين أنه سيظهرهم على المسجد الحرام وعلى سائر المساجد، وأنه يُذل المشركين لهم حتى لا يَدخل المسجد الحرام أحدٌ منهم إلا خائفًا يخاف أن يُؤخذ فيُعاقب أو يُقتل إن لم يُسلم)، يعني: بعد أن كانوا هم المسيطرين على المسجد الحرام وعلى غيره من بقاع الأرض أعزَّ الله الإسلام ورفع رايته، وأذل المشركين فكانوا بهذه المثابة لا يُمكَّنون ولا يَدخلون بيوت الله إلا مع الخوف والوجل، والله أعلم.