زيادة الأخ في قضاء أخيه عن قرض البنك الذي سدَّده عنه

السؤال
عندي قرض باسم أخي، وله خمس سنوات ولم أُعطه شيئًا، وإنما هو الذي سدَّد كامل القرض، وقال: (إذا جاءك مال فأعطني مبلغ القرض)، وأحببتُ الآن أن أُسدِّده وأُضيف على مبلغ القرض ثلاثين ألفًا من عندي زيادة، فهل تعتبر هذه الزيادة ربًا؟
الجواب

كأن الذي يُفهم من السؤال أنه أراد شيئًا من المال ووَضْعُه لا يمكِّنه من أن يستدين باسمه، فطلب من أخيه أن يستدين له، فإن كان الأخ استدان لنفسه وأقرض أخاه هذا المبلغ، فعليه أن يردَّه كما هو، وإذا زاده من تلقاء نفسه من غير اشتراط حيث يقول: (وأُضيف على مبلغ القرض من عندي زيادة)، إذا كانت مشروطةً فهو عين الربا، وإذا كانت بطوعه واختياره مكافأة لأخيه وحسن قضاء فحينئذٍ لا مانع من ذلك، فقد جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: "كان لرجلٍ على النبي -صلى الله عليه وسلم- سنٌّ من الإبل، فجاءه يتقاضاه، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «أعطوه»، فطلبوا سنَّه، فلم يجدوا له إلا سنًّا فوقها، فقال: «أعطوه»، فقال: أوفيتني وفى الله بك، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن خياركم أحسنكم قضاء»" وهذا في (البخاري) [2305]، فإذا زاد المدين زيادةً -لا سيما المقترض الذي لم يُشترط عليه الزيادة- إذا زاد زيادةً من تلقاء نفسه فلا شك أن هذا من حسن القضاء، وإن كانت مشروطة فهو عين الربا، والله أعلم.