عدم مراجعة الإنسان ما حفظه من القرآن

السؤال
حفظتُ أكثر من نصف القرآن الكريم، وصار لي فترة لم أراجعه، فهل علي شيء؟
الجواب

تركك لمراجعة القرآن لا شك أنه يُسبب ضياعه ونسيانه، ولذا جاء عن أبي وائل –أبو وائل شقيق بن سلمة- عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-، قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «بئس ما لأحدهم أن يقول: نَسيت آية كيْتَ وكيْتَ، بل نُسِّيَ» أي: بل نُسِّيها، وإذا نَسب النسيان إلى نفسه يُخشى عليه من دخوله في قوله تعالى: {كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا} [طه: 126]، فيتحاشى حتى في اللفظ، وإن كان هو المُتسبب للنسيان، لكن يتأدب في اللفظ الذي لا يُدخله في ضمن مَن جاء الوعيد في حقهم، بل يقول: نُسِّيتُ، «واستذكروا القرآن، فإنه أشد تَفَصِّيًا من صدور الرجال من النَّعَم» [البخاري: 5032]، وفي حديث أبي موسى –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم– قال: «تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تَفَصِّيًا من الإبل في عقلها» [البخاري: 5033]، وكلاهما في (البخاري)، والتفصِّي هو: التفلُّت.

 وهذا معلوم مُجرَّب مُشاهد أن الذي يُكثر من مراجعة القرآن ويجعل له حزبًا ووِردًا يوميًّا منه يُراجعه بحيث لا يُخل به، فإن هذا لا ينسى إلا بآفة، لكن الذي يتركه ويُهمله وتمر عليه الأيام ما راجع القرآن ولا راجع حفظه فإن هذا في الغالب يُعاقب بنسيانه، ولو كان شديد الحفظ قوي الذاكرة فإنه يُعاقب بنسيانه؛ لإهماله مراجعة القرآن، والله أعلم.