وسائل تثبيت حفظ القرآن الكريم

السؤال
ما هي وسائل تثبيت حفظ القرآن الكريم؟
الجواب

أولًا: يكون الحفظ بالتدريج ولا يكلف نفسه وحافظته أكثر مما تطيق، وكلٌّ يعرف قدر نفسه وقدر حفظه، فإذا كان لا يستطيع أن يحفظ إلا عشر آيات في اليوم لا يكلف نفسه بحيث يحفظ عشرين مثلًا أو خمسة عشر، بل يقتصر على ما يستطيع، ويردد هذا القدر حتى يتقنه ثم ينتقل إلى ما يليه، وذكروا في كتب آداب المتعلم أن الشخص عليه أن يحفظ القدر الذي تسعفه حافظته عليه ثم يردده حتى يتقنه، ثم إذا كان من الغد يردده خمس مرات -هكذا قالوا- ويحفظ بعد ذلك نصيب اليوم الثاني ويكرره حتى يتقنه، ثم بعد ذلك في اليوم الثالث يكرر نصيب اليوم الأول أربع مرات، ونصيب اليوم الثاني خمس مرات، ثم يحفظ نصيب اليوم الثالث ويردده ويكرره على ما تقدم في اليومين السابقين، فإذا كان في اليوم الرابع يراجع ويردد ما حفظه في اليوم الأول ثلاث مرات، وما حفظه في اليوم الثاني أربع مرات، وما حفظه في اليوم الثالث خمس مرات، ثم يحفظ نصيب اليوم الرابع على ما تقدم، ثم إذا كان من الغد كرر نصيب اليوم الأول مرتين، والثاني ثلاثًا، والثالث أربعًا، والرابع خمسًا، ثم بعد ذلك يتدرج إلى أن ينتهي من تكرار نصيب اليوم الأول، ثم من تكرار نصيب اليوم الثاني، وهكذا، وقالوا: إن هذه طريقة مجرّبة في تثبيت الحفظ، ثم بعد ذلك القرآن جاء فيه أنه لا بد من تعاهده، وأنه أشد تفلتًا من الإبل في عقلها، فعلى حافظ القرآن ألا يضيّع هذه النعمة التي ظفر بها، والذي في جوفه شيء من القرآن مَثله ومَثل الذي ليس في جوفه شيء مثل البيت العامر والخَرِب، فالذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب، وعليه أن يشكر هذه النعمة ويداوم عليها ويحافظ عليها.