المياه المتجمعة في مواضئ المساجد

السؤال
المياه المتجمعة في مواضئ المساجد هل نعدها نجسة، وإذا لامستها النعال هل تنجس؟ وهل النعال بعد ذلك تُنجِّس الممر الموصِل إلى المسجد؟
الجواب

الأصل في الماء أنه طهور لا يُنجِّسه شيء، «إنَّ الماء طهور لا يُنجِّسه شيء» [أبو داود: 66-67]، وجاء الاستثناء: «إلا ما غَلَب على ريحه وطعمه ولونه» عند ابن ماجه [521]، وهو متَّفقٌ على ضعفه –أعني: الاستثناء- من حيث الرواية، وهو متَّفقٌ عليه من حيث الحكم، فإذا تغيَّر لونه أو طعمه أو رائحته بنجاسة فإنه ينجس حينئذٍ اتفاقًا، وما لا فلا، فإذا لم يتغيَّر لونه ولا طعمه ولا ريحه بالنجاسة فإنه يبقى على الطهارة على الأصل.

ويقول شيخ الإسلام في (مجموع الفتاوى): (فإن أرض الحمام الأصل فيها الطهارة، وما يقع فيها من نجاسةٍ كبولٍ فهو يُصب عليه من الماء ما يُزيله، وهو أحسن حالًا من الطرقات بكثير، والأصل فيها الطهارة...) إلى آخر كلامه -رحمه الله تعالى-.

المقصود أن الأصل في الماء الطهارة، ولا يُحكم بنجاسته إلا إذا تغيَّر لونه أو طعمه أو ريحه بنجاسةٍ تحدث فيه، فإنه حينئذٍ ينتقل من الطهارة إلى النجاسة، والله أعلم.