المفاضلة بين سرعة دفن الميت بالآلات وبين انتظار الناس حتى يحثوا عليه التراب

السؤال
ما الأفضل: سرعة دفن الميت بآلات الدفن، أو انتظار الناس حتى يحثوا التراب على الميت؟ وما فضل حثي التراب على الميت؟
الجواب

دفن الميت كتغسيله وتكفينه وتجهيزه وحمله، كلها فروض كفايات، فإذا قام بها من يكفي سقط الإثم عن الباقين، لكنه يبقى في حق البقية سُنَّة، فالمشاركة سُنَّة، فيُترك المجال لمن حضر ورغب في أن يُشارك في حثي التراب؛ لتحصل له هذه السُّنَّة.

وجاء في الحديث أن النبي -عليه الصلاة والسلام- حثى على عثمان بن مظعون –رضي الله عنه- ثلاث حثيات، وقال: «بسم الله، وعلى ملة رسول الله...» إلى آخره [سنن الدارقطني: 1836 / والترمذي: 1046]، لكن الحديث فيه كلام لأهل العلم.

المقصود أنه تطبيقًا للقاعدة العامة أن فروض الكفايات إذا قام بها من يكفي سقط الإثم عن الباقين وبقي في حقهم سُنَّة، إلا إذا كان العدد كبيرًا، وحصل تزاحم يتضرر به بعض الناس، فحينئذٍ تركه أولى كتقبيل الحجر الأسود، فإذا حصل الزحام والضرر على بعض الناس، فالمزاحمة ليست مطلوبة، وإنما إذا تأدَّى الأمر بسهولةٍ ويُسر كان هذا هو المطلوب، لكن إذا تضرر به أحد فلا، وإذا وُجد زحام لكنه بلا مضرة فلو حصل الانتظار وطال الوقت قليلًا؛ لأن الميت دُفِن، والإسراع به حصل، فلو انتظروا قليلًا وترتَّبوا ولم يحصل في ذلك ضرر على أحد، وشاركوا في دفنه، أصابوا السُّنَّة -إن شاء الله تعالى-.