موطن دعاء الاستفتاح في صلاة الاستسقاء

السؤال
أين يكون موطن دعاء الاستفتاح في الصلاة التي تبدأ بتكبيراتٍ متعدِّدة كصلاة العيد وصلاة الاستسقاء؟
الجواب

هذه المسألة خلافية بين أهل العلم، هل يكون دعاء الاستفتاح بعد التكبيرة الأولى باعتبارها تكبيرة الإحرام، أو بعد الانتهاء من التكبيرات السبع في الركعة الأولى باعتبار أنه يقع الاستفتاح بين التكبير والقراءة كما جاء في حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-، وهذا محل خلاف، وابن المنذر في (الأوسط) يقول: (اختلفوا فيما يستفتح به الصلاة بعد التكبير مثل قوله: "سبحانك اللهم وبحمدك"...-إلى آخره-، متى يقوله المصلي في صلاة العيد؟ ففي قول الأوزاعي: يقوله إذا فرغ من السبع تكبيرات).

ومنهم مَن يرى أنه بعد التكبيرة الأولى كما في (المجموع) يقول: (الأكمل أن يَقرأ بعد تكبيرة الإحرام دعاء الاستفتاح، ثم يُكبِّر في الركعة الأولى سبع تكبيرات)، إلى آخره، وفي (المغني) لابن قدامة: ("يستفتح" يعني يدعو بدعاء الاستفتاح عقيب التكبيرة الأولى) يعني باعتبارها هي تكبيرة الإحرام، والأصل في الاستفاح أنه بعد تكبيرة الإحرام.

ومما يُحتَجُّ به لقول الأوزاعي حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-: أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة، ما تقول؟ قال: «أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي» [البخاري: 744/ مسلم: 598] إلى آخره، فموقع الاستفتاح في حديث أبي هريرة بين التكبير والقراءة.

والقول الآخر الذي نصره النووي والموفق ابن قدامة باعتبار أن التكبيرة الأولى هي تكبيرة الإحرام والاستفتاح إنما يكون بين تكبيرة الإحرام وما بعدها، والأمر فيه سعة، ولكلٍّ حجته.