فوائد غض البصر، والأسباب المعينة عليه

السؤال
ما فوائد غضِّ البصر؟ وما الأسباب المعينة على غضِّ البصر وتحقيق العفاف؟
الجواب

الله -جل وعلا- يقول: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [النور: 30 -31]، فغضُّ البصر واجب بنص القرآن.

والآثار المترتبة على إطلاق البصر سيئة للغاية، فهو يوقع في أمور محرمة، والنظر بريد للزنا -كما يقول أهل العلم-، فيجب غضُّ البصر حينئذٍ من الطرفين، فلا يجوز للرجال أن يطلقوا ويرسلوا أبصارهم في النساء، كما أنه لا يجوز للنساء أن يطلقن أبصارهن في الرجال، فكلٌّ من الرجال والنساء مطالبٌ بغضِّ البصر.

وذكر ابن القيم في كتابه (الجواب الكافي) عدة منافع لغضِّ البصر قال: (أحدها: أنه امتثال لأمر الله...الثانية: أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم-النظرة سهمٌ من سهام إبليس، إن وصلتْ إلى القلب أثَّرتْ فيه-...الثالثة: أنه يُورث القلب أُنسًا بالله وجمعيَّة عليه...الرابعة: أنه يقوي القلب ويفرحه...الخامسة: أنه يُكسب القلب نورًا...السادسة: أنه يورثه فراسة صادقة...السابعة أنه يورث القلب ثباتًا وشجاعةً وقوة...الثامنة: أنه يسدُّ على الشيطان مدخله إلى القلب...التاسعة: أنه يُفرِّغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها...العاشرة: أن بين العين والقلب منفذًا وطريقًا يوجب انفعال أحدهما عن الآخر، وأن يصلح بصلاحه ويفسد بفساده، فإذا فسد القلب فسد النظر، وإذا فسد النظر فسد القلب).

وعلى كل حال هذا أمر مجرَّب، مَن أرسل نظره إلى ما حرم الله عليه سواء كان من الرجال أو من النساء وجد أثر ذلك في قلبه، ووجد أثر ذلك في عبادته، فإذا قام بين يدي الله يصلي كان لذلك أثر كبير في انصراف القلب عن الله، وهذا شيء مجرَّب، وإذا غضَّ بصره وحفظه ولم يُرسله فإنه يجد أثر لذة العبادة في قلبه. وكان الناس لا يحصل لهم مثل هذا إلا إذا خرجوا إلى المحافل والأسواق التي يوجد فيها النساء والرجال، لكن الآن ابتلوا في بيوتهم من هذه القنوات، فتجد الإنسان يريد أن يحفظ بصره لكنه إذا كان ممن جَلَب إلى بيته القنوات التي فيها نوع إباحية وفيها مزاولة ما حرم الله -جل وعلا- فإنه لا يستطيع أن يحفظ نفسه إلا بالابتعاد عنها، ولذا لا يجوز إدخالها في البيوت، والله المستعان.