رفع الابن صوته وحمله السكين على والده عند إيقاظه له للصلاة

السؤال
أبي يُوقظ أخي للصلاة كل يومٍ وهو لا يستجيب، وفي يومٍ من الأيام عند إيقاظه قام أخي مُغضبًا ورفع صوته على أبي، ورفع عليه السكين، فما توجيهكم له -حفظكم الله-؟
الجواب

الله –جلَّ وعلا- يقول: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 3-24].

هذا الابن –نسأل الله العافية- الذي رفع صوته على أبيه، ورفع عليه السكين هذا عليه أن يُبادر بالتوبة إلى الله، وأن يترضَّى والده ويستسمح منه، ويندم على ما فات، ولا يعود إلى ما صنع، وعليه أن يُغيِّر منهجه وأسلوبه.

بعض الشباب إذا أُوقِظ من النوم طاش وغضب، وتصرف تصرفًا مثل هذ الذي ورد في السؤال، والوالد إنما صنع ذلك لمصلحتك. وعلى كل حال هذا عملٌ قبيح، وكبيرة من كبائر الذنوب، فعليه أن يُبادر بالتوبة النصوح، ويسترضي والده، وألَّا يعود إلى ذلك. وإذا مُنِع مِن قول: "أُف" وهي تخرج من بين الشفتين، وأحيانًا قد لا تُسمَع، فالمنع مما فوقها أشد وأنكى، وإذا اقترن بذلك العمل من رفع السكين أو مدِّ اليد والضرب، فمثل هذه من عظائم الأمور، والله المستعان.

وقد جاء في الحديث الصحيح «لعن الله مَن لعن والديه» [مسلم: 1978]، وجاء «إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه»، قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: «يَسبُّ الرجل أبا الرجل، فيَسبُّ أباه، ويَسبُّ أمَّه فيَسبُّ أمَّه» [البخاري: 5973 / ومسلم: 90]، فالذي يلعن والد شخصٍ آخر ويتسبب في لعن ذلك الشخص لوالده أو والدته –نسأل الله العافية- عليه هذا الوعيد الشديد: اللعن والطرد من رحمة الله، فكيف بأن يصل إلى الفعل المذكور في السؤال؟! والله المستعان.

وأما من جانب الآباء فالله –عزَّ وجلَّ- يقول: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132]، فالوالد مُطالب بأن يأمر مَن بلغ سبع سنين بالصلاة «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر» [أبو داود: 495]، هذا فيما يتعلق بالوالد، فهو مطالبٌ به شرعًا، وملزمٌ به، والله المستعان.