كيفية الحصول على ثواب التأمين بعد قراءة الإمام للفاتحة

السؤال
إن الرسول –صلى الله عليه وسلم– قال: «إذا أَمَّن الإمام، فأَمِّنوا، فإنه مَن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه» كيف أحصل على هذا الثواب؟ ومتى ينبغي أن أُؤمِّن؟
الجواب

الحديث في (صحيح البخاري) عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم– قال: «إذا أَمَّن الإمام، فأَمِّنوا، فإنه مَن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه» [780]، وفي (مسلم): «إذا قال القارئ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] فقال مَن خلفه: آمين، فوافق قوله قول أهل السماء غُفِر له ما تقدم من ذنبه» [410]، وهذه الرواية مُفسِّرة لرواية البخاري «إذا أَمَّن الإمام، فأَمِّنوا»، فمفهوم «إذا أَمَّن الإمام، فأَمِّنوا» أنه إذا فرغ من تأمينه فأَمِّنوا بعده مباشرة؛ لما يقتضيه العطف بالفاء، ولكن قوله: «إذا قال الإمام: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين» [البخاري: 782] معناه أن تأمين المأموم مع تأمين إمامه، وحينئذٍ يتوافق مع تأمين الملائكة، فتأمين الإمام والمأموم والملائكة يكون متوافقًا.

وفي (تفسير القرطبي) –رحمه الله- يقول: (قال علماؤنا –رحمة الله عليهم-: فترتَّبت المغفرة للذنب على مقدماتٍ أربع تضمَّنها هذا الحديث: الأولى: تأمين الإمام. الثانية: تأمين من خلفه. الثالثة: تأمين الملائكة. الرابعة: موافقة التأمين، قيل: في الإجابة، وقيل: في الزمن، وقيل: في الصفة من إخلاص الدعاء؛ لقوله –عليه الصلاة والسلام-: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ»).

وفي (المجموع) للنووي (يُستحب أن يقع تأمين المأموم مع تأمين الإمام لا قبله ولا بعده؛ لقوله –عليه الصلاة والسلام-: «فمَن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه»، فينبغي أن يقع تأمين الإمام والمأموم والملائكة دفعةً واحدة).

على كل حال العطف بالفاء في رواية البخاري إنما هو للتعقيب لكن بدون تأخير بالفاء، لكن مقتضى الموافقة أن تكون دفعةً واحدة، فمقتضى «إذا أَمَّن الإمام، فأَمِّنوا» أن يكون تأمين المأموم بعد تأمين إمامه مباشرةً، ومقتضى الموافقة بين تأمين الإمام والمأموم والملائكة أن تكون دفعةً واحدة تحصل في وقتٍ واحد، ويؤيِّد هذا رواية مسلم «إذا قال القارئ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} فقال من خلفه: آمين، فوافق قوله قول أهل السماء غُفِر له ما تقدم من ذنبه»، والإمام حُكمه حُكم المأمومين في هذا الوعد بالمغفرة، فلا يُقال: إن تأمين المأمومين إذا وافق تأمين الملائكة غُفِر لهم ما تقدم من ذنوبهم، فماذا عن الإمام؟ وحينئذٍ تكون رواية مُسلم مُفسِّرة، ويقع تأمين المأموم مع تأمين الإمام، وهو بذلك يتوافق مع تأمين الملائكة، والله أعلم.