من شق عليه الصيام بسبب مرض الكلى

السؤال
سائل يقول: إنه أصيب بفشلٍ كُلوي؛ نتيجة لوجود عدة حصوات في الكليتين، ووصل الفشل إلى 1300، وقد أُجريتْ له عدة عمليات جراحية مختلفة للكلى، والآن الكلية اليمنى منتهية تمامًا، والثانية متضخِّمة ويوجد فيها حصوة، وتصفي 16 من 120، وهو مستمر الآن على أخذ علاج للفشل، والفحص الدوري كل شهر، وآخر فحوصات كان الفشل 650، ...ويذكر تفصيلات عديدة، يقول: بعض الأطباء منعوني من الصوم، والبعض الآخر قالوا: (عليك بالتجربة)، والبعض قالوا: (الفتوى على العلماء)، وعندما قمتُ بالتجربة تأثرتُ كثيرًا، وتعبتُ وحدث لي انهيار وجفاف، وآلمتني الكلى بسبب انقطاع الشرب، فما الحكم -جزاكم الله خيرًا-؟
الجواب

هذه الأمور المتعلقة بالطب مردُّها إلى الأطباء، فإذا قال له طبيب مسلم: (إنك في هذه الحالة يضر بك الصيام، واحتياطك قد تكون آثمًا به؛ لأنك تضر بصحتك) كما حصل للسائل، فقيل له: (إنك لا تستطيع الصيام)، ومنهم مَن قال له: (جرِّب)، فجرَّب، فتضرَّر بذلك كثيرًا، وحينئذٍ يجوز له الفطر، بل يجب عليه الفطر إذا كان يتضرَّر بالصيام ويزيد مرضه أو يتأخر برؤه، فإنه يلزمه أن يفطر، وفي المستقبل إذا تناول من الأدوية والعلاجات ما يستطيع معه الصوم لزمه القضاء، وإلا إذا قيل له: (إنك ميئوس من برئك من هذا المرض) فإنه يطعم حينئذٍ عن كل يوم مسكينًا، وقدر الإطعام قالوا: كيلو ونصف من الأرز لكل مسكين، سواء كان مطبوخًا أو نيِّئًا، فالنيِّئ يجزئ منه كيلو ونصف، والمطبوخ إذا أشبع المسكين كفاه، والله أعلم.