المراد بالوحي في قول الله تعالى: {وأوحى ربك إلى النحل}

السؤال
في قول الله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} [النحل: 68]، هل هناك طريقة علمية لإثبات الوحي؟ وما المراد به هنا؟
الجواب

الوحي من الله -جل وعلا- بالتشريع إلى أنبيائه هذا خاصٌّ بهم، فلم يكن ولم يقع لأحد غير الأنبياء والرسل -صلوات الله وسلامه عليهم-، هذا وحي التشريع.

وأما وحي الإلهام فقد وقع لغيرهم كما أوحى الله إلى أم موسى، وإلى النحل، قال الله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي} [القصص:7]، هذا إلهام، وقال تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} [النحل: 68]، فهذا الوحي غير الوحي إلى الأنبياء والرسل، وأخطأ من زعم أن في النساء أنبياء؛ لأن الله أوحى إلى أم موسى، والذي يُوحَى إليه نبي! يقال: هذا النحل يُوحَى إليه {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} فهل يقال: فيهم أنبياء؟! هذا لا يقوله عاقل.

والقول بأن من النساء نبيات هذا منسوب لابن حزم -رحمه الله وعفا عنا وعنه-، لكن الوحي إلى الأنبياء بالشرع عن طريق جبريل -عليه السلام- كما وقع لمحمد -عليه الصلاة والسلام- وغيره من الأنبياء هذا خاصٌّ بالأنبياء، وأما الإلهام فيكون لغيرهم مثل: أم موسى، ومثل النحل، وما أشبه ذلك، والله أعلم.