التقاط سبعة ريالات

السؤال
وجدتُ مبلغ سبعة ريالات، ويبدو أنها من فترةٍ طويلة وهي على الأرض، ماذا أفعل بها؟
الجواب

هذا المبلغ الذي وجده ملقىً على الأرض يُسمَّى اللُّقطة، واللُّقطة عند أهل العلم:

- إما أن تلتفت لها همة أوساط الناس، بأن يكون مبلغًا مؤثِّرًا يرجع إليه صاحبه إذا فقده ويبحث عنه.

- وإما أن يكون مما لا تلتفت إليه همة أوساط الناس، بأن يكون مبلغًا يسيرًا، بحيث لو فقده شخصٌ من أوساط الناس لا يرجع إليه؛ لأنه لا يستحق أن يُنفق ويُصرف عليه من الوقت بحيث يذهب ويبحث عنه.

فإن كان من النوع الأول مما تلتفت إليه همة أوساط الناس، فإنه يجب على مُلتقطه أن يَعرف العلامات التي في هذا المبلغ، سواء كانت في كيسهِ الذي وُضِع فيه، أو يَعرف الفئات إذا لم يكن في كيس، من فئات الريالات، وفئات الخمسة، والعشرة، والمائة، والخمسمائة، فيَعرفها، ثم يُعرِّف هذا المبلغ، ويُنادي عليه في أماكن التجمُّع لمدة سنة في الأوقات المناسبة، فيتردَّد على هذا المكان وفيما حوله مما يجتمع فيها الناس بعد معرفة ما يُميِّزه عن غيره، بحيث إذا جاء صاحبه يومًا من الدهر وعرَّفه بعلاماته دفعه إليه. وإذا مضت السنة ولم يأتِ أحد فإنه يتموَّله، وإذا جاء صاحبه يومًا من الدهر فيما بعد ذلك فعليه أن يدفعه له، هذا إذا كان مما تلتفت إليه همة أوساط الناس.

أما ما لا تلتفت إليه همة أوساط الناس فإنه يتملَّكه فورًا، وإن تصدَّق به عن صاحبه فهو أكمل.

وفرقٌ بين أن تكون اللُّقطة في الحرم المكي وبين أن تكون في غيره، فالتي في الحرم المكي لا تُملك مطلقًا، ومُلتقطها عليه أن يُعرِّفها دائمًا؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: «ولا تَحلُّ ساقطتها إلا لمُنشد» [البخاري: 2434]، وإن جاء صاحبها فيما بعد فإنه يدفعها إليه.

وقلنا: إن ما لا تتبعه همة أوساط الناس مثل المبلغ المسؤول عنه -سبعة ريالات-، مثل هذا المبلغ لا تلتفت إليه همة أوساط الناس، فلا يحتاج إلى تعريف، فيملكه المُلتقط، وإن تصدَّق به فهو أحوط وأكمل.

والسبعة ينبغي أن يُفرَّق فيها بين وقتٍ وآخر، فقد تكون في وقتنا هذا لا شيء، أو كلا شيء، ولا تلتفت إليها همة أوساط الناس، وقد تكون في وقت من الأوقات رأسمال يُشترى بها حاجات أصلية، فيُنتبه إلى الأوقات، ففي وقتنا لا تلتفت إليها همة أوساط الناس، وقبل خمسين أو ستين أو سبعين سنة يُشترى بها بيت -مثلًا-، والله المستعان.

وفي تعريف اللُّقطة لا يلزم أن يقف ويصوِّت كما كان في السابق في السِّكك وأبواب المساجد: (أنا وجدتُ مبلغًا من المال وكذا) الآن الناس تعدَّوا مثل هذه الأمور إلى الوسائل الحديثة، من وسائل التواصل والإعلانات وما أشبه ذلك، وهي أبلغ، وقد يكون هذا المبلغ لشخصٍ مرَّ بهذا الطريق ولن يعود إليه أبدًا، فالناس في مثل هذه الأيام اختلفتْ أحوالهم وظروفهم، ووسائل التواصل تقوم بشيءٍ هائل من هذا النوع، والله أعلم.