الاكتفاء بإيصال الماء إلى فتحتي الأنف دون الخيشوم عند الوضوء

السؤال
عند الوضوء أشعر مع الاستنشاق بحرارة ونوع ألم؛ مما يجعلني أُدخل الماء فقط إلى فتحتي الأنف دون إيصاله إلى الخيشوم، وهذا في كل الأوقات سواء كنت صائمًا أو لست بصائم، فهل يكون وضوئي صحيحًا، وأكون قد أديتُ الواجب بذلك؟
الجواب

جاء في الحديث عن النبي -عليه الصلاة والسلام- من قوله: «وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا» [أبو داود: 142]، فالمبالغة مطلوبة، وهي: إيصال الماء إلى الخيشوم، ولها فائدة عظيمة في تنظيف الأنف، وفيها وقاية من الأمراض التي تعتري الخيشوم وما فوقه، وشهد بذلك الأطباء، ولكن كثيرًا من الناس يتألم عند إيصاله إلى الخيشوم؛ لأنه لم يتعودَّ على ذلك، ولو تعوَّد عليه واستمر عليه لزال هذا الألم واستفاد منه. والشيطان يبيت على خيشومه، ولذا إذا استيقظ من النوم يستنشق ثلاثًا، ويبالغ فيه ما لم يكن صائمًا. وعلى كل حال القدر الواجب في الاستنشاق هو إدخال الماء إلى الأنف، والمبالغة فيه: رفعه بالنَّفَس إلى ما فوق ذلك -إلى الخيشوم-، فهذه سنة على كل حال، والمداومة عليها مطلوبة؛ لأنها من السنن، إلا أن يكون الإنسان صائمًا؛ لأن الأنف مجرى يوصل إلى الجوف، فلا يجوز أن يبالغ في الاستنشاق فيصل الماء إلى جوفه وهو صائم؛ لأنه مجرى، ولذا تجد في المستشفيات أحيانًا يوصلون الشراب أو الغذاء عن طريق الأنف، فهو مجرى بلا شك، فالمبالغة مطلوبة ونافعة طبيًّا، وقد اشتكى شخص من آلام في خيشومه وفيما فوق ذلك وذهب إلى الطبيب -والطبيب غير مسلم- وقال له: (مع الأسف أن تشتكي من هذا وأنت مسلم، المسلمون لا يشتكون من هذا؛ لأنهم يستنشقون الماء وينظفون خياشيمهم). وعلى كل حال مزايا ديننا وشرعنا وإسلامنا كثيرة جدًّا، مثل: شخص يشتكي من ظهره، فذهب إلى الطبيب -وهو مثل ذاك في بلاد الكفر- فقال له: (أنت لا تركع ركوعًا صحيحًا، ولو كنتَ تركع ركوعًا صحيحًا ما أُصبت بهذا الألم؛ لأنه يندر في المسلمين أن يأتوا من أجل هذا الألم بخصوصه وهم يركعون الركوع الصحيح)، والله المستعان.