في المدينة المواطن التي تزار هي: مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقبره وقبرا صاحبيه، وهذه مكانها واحد: المسجد، والقبور الثلاثة في الحجرة في بيت عائشة -رضي الله عنها-، وهذه القبور الثلاثة لا يُشد لها الرحل، لكن مَن دخل المسجد وزار المدينة يزورها كما فعل الصحابة وما أُثر عن ابن عمر وغيره -رضي الله عنهم-، والمسجد تُشرع زيارته بالحديث الصحيح في قوله -عليه الصلاة والسلام-: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، ومسجد الأقصى» [البخاري: 1189]، ويُزار أيضًا البقيع، وهو بجوار المسجد، وفيه قبور الصحابة وناس من خيار الأمة، وأيضًا يُزار مسجد قباء، وكذلك قبور شهداء أحد، وما عدا ذلك فإنه لا يُزار.
وأما ما ذُكر في السؤال من المساجد السبعة، فإن هذه المساجد لا أصل لها ولا لزيارتها، وزيارتها بقصد التعبد لله -جل علا- بدعة؛ لأن ذلك لم يرد عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، والتعبُّد لله بغير ما شرعه النبي -عليه الصلاة والسلام- بدعة، وهذه المساجد لا شك أنها مُحدَثة، وقد سُئل السمهودي صاحب تاريخ المدينة واسمه (وفاء الوفاء في تاريخ مدينة المصطفى)، وله مختصر اختصره مؤلفه من الأصل، سُئل عن أصول تسمية هذه المساجد السبعة فقال: (لم أقف في ذلك على أصل)، وهو متأخِّر، يعني: في المائة العاشرة -فيما أظن-.
على كل حال هذه أمور مبتدعة، ويحرص عليها أهل البدع، وإلا فالأصل أنه لا أصل لهذه المساجد السبعة، ولا يُتصوَّر أن يوجد في القرون المفضلة مساجد متجاورة بالقرب المعروف في هذه المساجد؛ لأن هذه تنافي حكمة مشروعية صلاة الجماعة؛ لأن الصلاة في هذه المساجد كلها مما يُفرِّق الجماعة، فهذه المساجد لا أصل لها، ولا أصل لتسميتها، والله أعلم.