إلزام الحملات الحجاجَ بزيارة المدينة وإتيان المساجد السبعة وغيرها

السؤال
بعض الحملات تُلزِم الحجاج بزيارة المدينة النبوية، ويمرون على المساجد السبعة، ويحرصون على أن يأتوا مسجد عدَّاس وغيره، نرجو منكم كلمة توجيهية لأرباب الحملات؛ للرِّفق بالحجاج، وحثِّهم على لزوم السنة.
الجواب

لا شك أن من الآثار ما هي مواطن عبادة، فالمسجد النبوي تُشد الرحال إليه كما جاء في الحديث الصحيح [البخاري: 1189]، ومسجد قباء يُشرع لمن كان في المدينة أن يزوره كلَّ سبت، كما كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يفعله [البخاري: 1191]، وأما ما عداهما من المساجد فليس له خصيصة، وإذا كانت هذه المساجد السبعة لا تُزاول فيها العبادة ولا يُصلى فيها، وزيارتها شِعارًا للمبتدعة، فزيارتها بدعة، فعلى القائمين على هذه الحملات أن يتقوا الله -جل وعلا-، وأن يأطروا مَن حج معهم على السنة، وأن يحرصوا حرصًا شديدًا على أن تكون الأعمال على وفق الهدي النبوي.

وزيارة المدينة أصلًا بالنسبة للحاج ليست بلازمة، وأما ما جاء من بعض الأحاديث التي لم يثبت منها شيء كما قال شيخ الإسلام وغيره مثل: «مَن حج فلم يزرني فقد جفاني» [الكامل في ضعفاء الرجال: 8/248]، فهذا حديث باطل، وكذلك جميع ما جاء في معناه.