الكتب المنصوح بها لتقوية المفردات اللغوية والبلاغية

السؤال
ما الكتاب الذي تنصحني به لتقوية المفردات اللغوية والبلاغية لدي؟
الجواب

هذا السؤال يحتاج إلى تفصيل طويل، ولكن لا مانع أن نُجمل ما يحتاجه طالب العلم في هذا الباب من كتب اللغة والبلاغة وغيرها، وهذا مبسوط في أجوبة كثيرة وفي مناسبات وفي محاضرات، وعندنا (كيف يبني طالب العلم مكتبته) في مجموعة من الأشرطة وفي عدة لقاءات فُصِّلت فيها هذه الأمور، والحمد لله، ولكن في كتب اللغة مما يحتاجه طالب العلم المختصرات الواضحة البيِّنة مثل: (المصباح المنير)، وهذا في لغة الفقهاء؛ لأنه صُنِّف في غريب (الشرح الكبير) للرافعي، وليكن طالب العلم حينما يقرأ فيه على حذر، ممَّ؟ على حذر من أنه في لغة فقهٍ معيَّنٍ وهو فقه الشافعية، والفقهاء قد تؤثر عليهم مذاهبهم في فهم المفردة اللغوية، وكذلك إذا قرأ في (المُغرِب) للمطرِّزي، وهو في غريب فقه الحنفية، أو في (المُطلِع في ألفاظ المقنع) وهذا في غريب فقه الحنابلة، هذه كتب ميسرة وواضحة، وكذلك (تهذيب الأسماء واللغات) للنووي، وهو من أنفع ما يقرأه طالب العلم، لكن ليكن على حذر من هذه الملاحظة التي ذكرتُها، فعلى سبيل المثال: لو أراد الطالب معرفة النبيذ، المحرَّم والمباح منه، فليحذر أن يقرأ في الكتب التي تخالف كتب عامة أهل العلم وجمهورهم، والتي عليها الأدلة، فالنبيذ عند الحنفية يختلف عن النبيذ عند الجمهور، فلا نقرأ في كتب فقهٍ يختلف مع الناس فيه، وليحذر أن يقرأ -مثلًا- في (الفائق) للزمخشري في مسائل الاعتقاد؛ لأنه معتزلي، وإلا فالزمخشري من أئمة اللغة.

هذه تنبيهات ينبغي أن يستحضرها طالب العلم، وإلا فكتب اللغة كثيرة جدًّا، وهناك المطولات، وهناك المختصرات، فمن أخصر الكتب في اللغة -وهو في حقيقته معتصر- (القاموس المحيط)، ويحتوي على ستين ألف مادة، وهو في حجمه صغير في مجلد مضغوط، أو في أربعة مجلدات في كثيرٍ من طبعاته. وكتاب (لسان العرب) يحتوي على ثمانين ألف مادة، لكنه خمسة أضعاف القاموس، ويزيد عليه بالربع. وكتاب (تاج العروس) قالوا: فيه مائة وعشرون ألف مادة، وهو شرح (للقاموس). وكتاب (الصحاح) وهو من أقدم كتب اللغة ومن أوضحها وأبسطها، وعليه ملاحظات يسيرة أُلف فيها مصنفات، وتتبَّعه من جاء بعده، لكنه لقدمه وعراقته ووضوحه ينبغي أن يعتني به طالب العلم، وفيه أربعون ألف مادة. ومن الكتب القديمة التي يُعتمد عليها في هذا الباب قبل التأثر بالمذاهب الأصلية والفرعية (تهذيب اللغة) للأزهري، هذه يعتني بها طالب العلم.

وكتب البلاغة كثيرة جدًّا، وبعد تأليف (تلخيص المفتاح) للقزويني دار الناس في فَلكه وشرحوه، وبيَّنوه، ووضَّحوه، ودرَسوه، ودرَّسوه، وألَّفوا في شواهده، وفيه من جميع النواحي، فطالب العلم يعتني به، ويجعله محورًا يعمل عليه، ثم بعد ذلك يقرأ في أصله (المفتاح) للسكَّاكي، وفي كتب الجرجاني (أسرار البلاغة)، و(دلائل الإعجاز)، وغير ذلك من الكتب التي ينتفع بها، والله أعلم.