شرح حديث: «لَيَتْرُكَنَّهَا أهلها على خير ما كانت مذلَّلة للعوافي»

السؤال
أريد منكم شرح قول النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المدينة النبوية: «لَيَتْرُكَنَّهَا أهلها على خير ما كانت مذلَّلة للعوافي»، ومتى يكون ذلك؟ وما معنى «العوافي»؟
الجواب

في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يتركون المدينة على خير ما كانت، لا يغشاها إلا العواف -يريد عوافي السباع والطير-، وآخر مَن يُحشر راعيان من مُزينة، يريدان المدينة، يَنعقان بغنمهما، فيجدانها وَحْشًا، حتى إذا بلغا ثنيَّة الوداع خرَّا على وجوههما» [البخاري: 1874 / ومسلم: 1389]، وفي (صحيح مسلم) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «للمدينة لَيَتْرُكَنَّهَا أهلها على خير ما كانت مذلَّلة للعوافي»، يعني: السباع والطير [1389].

قال النووي في شرحه على مسلم: (قوله -صلى الله عليه وسلم- للمدينة: «لَيَتْرُكَنَّهَا أهلها على خير ما كانت مذلَّلة للعوافي» يعنى: السباع والطير. وفي الرواية الثانية: «يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العوافي -يريد: عوافي السباع والطير-، ثم يخرج راعيان من مُزينة يريدان المدينة، يَنعقان بغنمها، فيجدانها وَحْشًا، حتى إذا بلغا ثنيَّة الوداع خرَّا على وجوههما»)، فالعوافي هي السباع والطير، والحديث كما سمعتم في الصحيحين، وهذا في آخر الزمان، والله أعلم.