معنى حديث: «يَسْتَنُّ في طِوَلِهِ»

السؤال
ما معنى قول النبي –صلى الله عليه وسلم- في الحديث: «يَسْتَنُّ في طِوَلِهِ»؟
الجواب

في (صحيح البخاري) عن أبي هريرة –رضي الله تعالى عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: دُلَّني على عملٍ يَعدل الجهاد؟ قال: «لا أجده»، قال: «هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تَفتر، وتصوم ولا تُفطر؟»، قال: ومَن يستطيع ذلك؟ قال أبو هريرة: "إن فرس المجاهد ليَسْتَنُّ في طِوَلِهِ، فيُكتب له حسناتٍ" [2785].

وقول أبي هريرة -رضي الله عنه-: "إن فرس المجاهد ليَسْتَنُّ في طِوَلِهِ"، المعنى: إذا كانت فرسه تتحرَّك لنفسها في طِوَلها -حبلها- من غير تحريك المجاهد لها يُكتَب له ولو لم يتسبَّب فيه، فـ"يَسْتَنُّ" بمعنى: أنه يرفع يديه ويقف على رجليه، ويتحرَّك يمينًا وشمالًا، وكل هذا مكتوبٌ في حسنات هذا المجاهد وما له في ذلك فعلٌ، فكيف بما له فيه فعل من تحريكها والإسراع بها والجهاد عليها؟ والمراد: أن هذا العمل يُحتَسب فيه بما ليس من فعل العامل، وليس غيره من الأعمال كذلك؛ فلذلك فُضِّل.

ويقول ابن حجر في (فتح الباري): ("ليَسْتَنّ" أي: يمرح بنشاط، وقال الجوهري: هو أن يرفع يديه ويطرحهما معًا، وقال غيره: أن يلج في عدوِه مقبلًا أو مدبرًا، -يعني: رائحًا جائيًا-. وفي المَثَل: "استنَّت الفِصال حتى القرعى"، يُضرَب لمن يتشبَّه بمن هو فوقه. وقوله: "في طِوَلِه" بكسر المهملة وفتح الواو، وهو الحبل الذي يُشَدُّ به الدابة، ويُمسَك طرفه ويُرسَل في المرعى. وقوله: "فيُكتبَ له حسناتٍ" بالنصب على أنه مفعول ثانٍ، أي: يُكتَب له الاستنانُ حسناتٍ)، والله أعلم.