المفاضلة في زمن الفتنة بين الانعزال للعبادة وبين تبيين الحق للناس

السؤال
إذا ادلهمت الفتنة، فأيٌّ خير للمسلم، إذا استبان العلم من أهله الذين يعتقد أنهم على الحق، هل ينصرف للعبادة ويترك الفتنة، كفعل بعض الصحابة -رضي الله عنهم- في فتنة الجمل، والسلامة لا يعدلها شيء، أم يُبيِّن الحق، خصوصًا إذا كان مَن حوله بحاجة له، من أهله، ومجتمعه، وقبيلته -مثلًا-. والإشكال هو أن التورُّع عظيم القدر -كما لا يخفى-، وأن الفتنة قد يشوبها ما يلتبس على بعض أهل العلم، إذا كانت فتنة عمياء؟
الجواب

إذا بان له الحق بدليله، ورجحان الكفة مع إحدى الطائفتين، فصاحبة الكفة الراجحة بالنسبة للحق هي صاحبة العدل، والأخرى وإن كان لها تأويل تُسمى باغية، فيُسعى في الإصلاح بينهما، {فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} [الحجرات: 9]،  فلا بد من مقاتلة التي تبغي، وإلَّا لو تُرك القتال يستمر، وكل إنسان يقول: أنا أعتزل، والسلامة لا يعدلها شيء، فإنه يستمر القتال والقتل في المسلمين، وتُسفك الدماء، فلا بد من إعانة أهل الحق على أهل الباطل.

أما إذا التبس الأمر وحصل في فيه خفاء وعدم وضوح، فحينئذٍ يجتنب.