أفضل كتاب فقهي غير متقيِّد بمذهب يصلح لتدريس عوام الناس

السؤال
ما خير كتاب أو متنٍ فقهي غير متقيِّد بمذهب معيَّن، يصلح لتدريسه لعوام الناس؟
الجواب

عامة الناس الذين ليس لهم أرضيَّة للتحصيل بالإمكان تدريسهم مثل: (منهاج السالكين) للشيخ ابن سعدي -رحمه الله-، أو (الإرشاد) له، أو يُنتقى لهم من فتاوى أهل العلم، كفتاوى الشيخ ابن باز -رحمه الله-، أو فتاوى اللجنة الدائمة، أو فتاوى الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-، فتُرتَّب لهم مسائل من هذه وتقرأ عليهم. أما متن فقهي غير متقيِّد بمذهب، وما معنى: غير متقيِّد بمذهب؟ معناه: أنه متقيِّد باجتهاد مؤلِّفه، فما ذهبنا بعيدًا، وكثير من الناس يقول: (لماذا لا تُقرَّر "الدرر البهيَّة" للشوكاني)؟ نقول: يا أخي أنت فررتَ من اجتهاد الحنابلة إلى اجتهاد الشوكاني، فهي كلها مذاهب. أو يقول مثلًا: (نعمل بفقه واختيارات الشيخ المجدِّد الإمام الألباني -رحمه الله-، وهو صاحب حديث، وصاحب سنة)، نقول: هذا اجتهاده يا أخي، والشيخ ابن باز أيضًا هذا اجتهاده، وكلهم أئمة وعلى العين والرأس، فإن كان قصدك العوام فاقرأ عليهم من اختيارات هؤلاء الأئمة، ما لم تُعرف مسألة شذَّ فيها عالِم، فيُرجَّع العوام إلى قول الأكثر.

لكن تبقى مسألة تربية طلاب العلم على هذه الكتب غير المتقيِّدة بمذهب، نقول: المتون المعتمدة في المذاهب لا بد من تمرين طلاب العلم عليها، والتفقُّه عليها، وليس معنى هذا أنها دساتير لا يُحاد عنها، ولا أنها كتب معصومة ليس فيها أخطاء، أبدًا، فمن صغار الكتب التي تُدرس الآن (زاد المستقنع)، وفيه أكثر من ثلاثين مسألة خالف فيها المؤلِّف المذهب نفسه، وخالف القول الراجح الذي عليه الدليل في مسائل كثيرة، فليس معنى اعتماده أن كل ما قاله صاحب (الزاد) مثل القرآن، ولكن يُربَّى عليه طالب العلم؛ ليفهم هذه المسائل، ويتصوَّرها بعد أن تُصوَّر له من قِبَل المشايخ، وإذا تصوَّرها تصوُّرًا دقيقًا استدلَّ لها، فإن كان الدليل يسندها عمل بها، وإن كان الدليل على خلافها ضرب بها عرض الحائط، وعمل بالدليل، وبهذه الطريقة نستطيع أن نُخرِّج طالب علم متميِّز.