وصف ابن طاهر لـ(سنن ابن ماجه) بقِلَّة الأحاديث، وترك التكرار

السؤال
قال الداوودي -رحمه الله- في (طبقات المفسرين) عن ابن ماجه -رحمه الله-: (قال ابن طاهر: مَن نظر في سننه علم منزلة الرجل، من حسن الترتيب، وغزارة الأبواب، وقِلَّة الأحاديث، وترك التكرار)، وعند قراءتي في السنن وجدتُ أن ابن ماجه يُكرِّر الأحاديث، وعلى سبيل المثال: حديث ثوبان -رضي الله عنه-: «لا يزيد في العمر إلَّا البر، ولا يَردُّ القدر إلَّا الدعاء، وإن الرجل ليُحرم الرزق بخطيئة يعملها» [90]، وأخرجه في كتاب الفتن، بالسند المذكور نفسه في كتاب السنة، مع اختلاف في اللفظ في قوله -صلى الله عليه وسلم-: «وإن الرجل ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه» [4022]، وغير ذلك من الأحاديث، فقد وُجد تكرارها في الكتاب، فكيف يُفهم قول ابن طاهر-رحمه الله-: (ترك التكرار)؟ هل المقصود قِلَّة التكرار مقارنة بغيره؟
وما معنى قول ابن طاهر: (وقلَّة الأحاديث)؟
الجواب

يقول: (فكيف يُفهم قول ابن طاهر-رحمه الله-: "ترك التكرار"؟ هل المقصود قِلَّة التكرار مقارنة بغيره؟)، نعم، هذا هو المقصود، فإذا نظرنا إلى (سنن ابن ماجه) و(سنن الترمذي) أيضًا وجدناهما أقل السنن تكرارًا، بينما التكرار في (سنن أبي داود) و(النسائي) كثير، والصحيحان أيضًا فيهما من التكرار الشيء الكثير.

ولنعلم أن العالم لا يُكرِّر الحديث بسنده ومتنه في أكثر من موضع إلَّا لفائدة زائدة، والإمام البخاري -مع كثرة تكراره للأحاديث، فقد كرَّر بعض الأحاديث في عشرين موضعًا- لا يُكرِّر إلَّا لفائدة، نعم كرَّر بعض الأحاديث بسنده ومتنه من غير تغيير في نحو عشرين موضعًا فقط، أي: من بين سبعة آلاف وخمسمائة موضع، وهذا قليل نادر.

(وما معنى قول ابن طاهر: "وقلَّة الأحاديث"؟)، لعل مراده به: قلَّة ألفاظ الأحاديث، وقلَّة حجمها، فهو لا يسوق الأحاديث بتمامها، إنما يقتصر منها على قدر ما يُحتاج إليه في الترجمة.