كيفيَّة الحذر من اتِّباع المتشابه من القرآن

السؤال
كيف يحذر المسلم من تتبُّع المتشابه من القرآن، كما قال تعالى: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ}؟
الجواب

الله -جل وعلا- ذكر في أول سورة آل عمران هذه الآية: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آل عمران: ٧]، ثم قال: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران: ٧]، فميَّز بين الفريقين، وأنت مكلَّف تتديَّن بهذا الدِّين، تأتمر بأمر الله، وتنتهي عن نهيه، أتريد أن تكون من الذين في قلوبهم زيغ يتتبَّعون المتشابه من القرآن، أم تريد أن تكون من الذين قالوا: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}؟ أتريد أن تعرف كلَّ شيء؟ مستحيل، فما عليك إلا أن تستسلم وتُسلِّم وتقول: (آمنا بالله، كلٌّ من عند ربنا)، فتكون فيمن مدحه الله -جلَّ وعلا-. وإذا أردتَ أن تتبَّع المتشابه، وتبحث عن معناه، مع أن التشابه نسبيٌّ؛ لأن هذه الآية قد يعدُّها العالم الفلاني من المتشابه، ويعرفها غيره، وهذه الآية يظنُّها محكمةً، وهي في الحقيقة مما تشابه، لكن آحاد صغار طلاب العلم ليس لهم هذا، «إذا رأيتم الذين يتَّبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمَّى الله، فاحذروهم» [البخاري: 4547 / ومسلم: 2665].