اشتراط المحسن أن يكون ماله لأرض المسجد أو لأساساته

السؤال
بعض المتبرعين ببناء المساجد يشترط أرضًا داخل حدِّ الحرم، وبعضهم يريد تبرعه في أساسات المسجد، دون الفرش والمكيفات؛ لإمكانية زوالها مستقبلًا، فيذهب الأجر معها.
الجواب

نعم، بعض الناس يشترط إذا دفع مالًا أن يكون لأرض المسجد، وبعضهم يشترط أن يكون في البناية الأساس التي يسمونها العظم، بدون تكميلات ولا تحسينات ولا شيء من ذلك، ولا شك أن هذا له ملحَظ أن الأرض ثابتة، ولو هُدِم المسجد وأُعيدتْ عمارته مرَّة ثانية، فالأرض ثابتة، والأساس في الغالب ثابت، وإنما الذي يُغيَّر في الترميم الذي يسمونه التشطيب، فالذي دفع قيمة اللياسة -مثلًا-، أو قيمة الأصباغ، يرى أن أجره انتهى بتغيير ما بذله فيه، وكذلك الفرشات إذا استُعملتْ سنتين، أو ثلاثًا، أو خمسًا، ثم غُيِّرتْ. وهذا التصوُّر خطأ، فأنت أجرك على الله، وقد ثبت أجرك، ونيَّتك أن تستمر الإفادة مما بذلتَ، فأجرك على قدر هذه النيَّة. لكن حذارِ حذارِ أن تتبرَّع بشيء فيما لا يُرضي الله -جلَّ وعلا-، كزخرفة المساجد -مثلًا-، أو تَنص وتقول: (هذا المبلغ للزخرفة والنقوش) التي تشغل المصلين، فهذا ليس لك فيه أجر، بل أنت آثم فيه، إنما تبذل وتنوي أن يُستفاد مما بذلتَ فيما يُحتاج إليه في المسجد، ممَّا لا منع فيه ولا محظور فيه.