عدم إمكان موافقة وضوء النبي -صلى الله عليه وسلم-

السؤال
لماذا لا يمكن لأحدٍ أن يوافق وضوءَ النبي -عليه الصلاة والسلام-؟
الجواب

الوضوء لا شك أنه أعمال ظاهرة، وله ارتباط بالباطن، والمماثلة من جهات متعدِّدة، فالمماثلة من جميع الجهات لا يمكن أن تحصل، حتى ولا لزيدٍ من الناس، فلا يمكن أن يتوضأ زيد وعمرو في آنٍ واحدٍ وتحصل المماثلة من كلِّ وجه، بل لا بد أن ينفرد هذا بشيء، وهذا بشيء، وهذا بكيفيَّة، وهذا بتقديم، وهذا بتأخير، فالمماثلة بمعنى أن تأتي بهذه الورقة على هذه الورقة وتطابقها مائة بالمائة، ويكون وضوء زيد مثل وضوء عمرو ما يمكن، وهذا مستحيل، ولذلك قال -عليه الصلاة والسلام-: «نحو وضوئي هذا» [البخاري: 159]، فالمشابهة في الأفعال الظاهرة ممكنة إلى نسبة تسعين بالمائة، أما مائة بالمائة فما تُتَصَوَّر، فالمماثلة في كيف بدأ بغسل اليمين -مثلًا-: من أعلى اليد، أو من أسفلها، أو من وسطها، أو من كذا، وفي كم مقدار الماء الذي استعمله في غسل يده اليمنى...إلخ، المماثلة من كلِّ وجه لا تُمكن، لكن ممكن أن يكون نحو وضوئه في الجملة، ويكون حينئذٍ قد أصاب الأجر -إن شاء الله تعالى-.