مَن كانت ذاكرته قوية تُسعِفه في حفظ عدَّة منظومات في المصطلح

السؤال
نصحتم بألَّا يحفظ طالب العلم نظمين في علم واحد، فإذا أردتُ دراسة المصطلح، وكانت الحافظة قوية وتُسعِف، فأردتُ أن أحفظ (الألفية)، ولكن لا بد من التدرُّج؛ فكيف أصنع عند دراسة (البيقونية) في البداية، و(اللؤلؤ المكنون)، و(قصب السُّكَّر)، والمنظومات التي تكون دراستها قبل (الألفية)؟ أأستفيد من الشرح فقط، وأفهمه، ولا أتعرَّض لحفظ المتون؛ اقتصارًا على (الألفية) فيما بعد، أم كيف؟
الجواب

هذا الذي تُسعِفه الحافظة، ويستطيع أن يُميِّز بين هذه المنظومات عند الحاجة -وهذا فيه شيء من الصعوبة- لا مانع أن يحفظ، لكن عموم طلاب العلم يحصل عندهم تشويش؛ إذا أراد أن يَذكر بيتًا من (الألفية) تقدَّمه بيت من (البيقونية)، وإذا أراد بيتًا من (البيقونية) جاءه من نظم (النخبة)، وهكذا، فلا يستطيع التمييز بينها بدقَّة، وهذا حصل لنا ولغيرنا، لكن الذي عنده من الحفظ ومن الضبط والإتقان بحيث لا يختلط عليه الأمر؛ فهذا نور على نور، وطيِّب، ونافع، لكن أنا أقول: في بداية الأمر مَن أراد أن يتدرَّج في علم المصطلح فيقرأ (البيقونية) مع شروحها، ويفهمها، ثم بعد ذلك يقرأ (النخبة) مع شروحها المطبوعة والمسجَّلة، ثم بعد ذلك (اختصار علوم الحديث) للحافظ ابن كثير -رحمه الله-، وكلُّ هذه ما تأخذ وقتًا؛ فـ(البيقونية) أربعة وثلاثون بيتًا يمكن أن يفهمها في يوم، و(النخبة) مع شرحها تحتاج إلى أسبوع -مثلًا-، و(اختصار علوم الحديث) يحتاج إلى عشرة أيام، فما تؤخِّر، ثم إذا فهم هذه المصاعد التي تجعله في مستوى حفظ (ألفية العراقي) وفهمها؛ فيقتصر حفظه على (الألفية).