: بلوغ المرام من أدلة الأحكام

تصنيف الكتاب
كشاف الكتاب

بلوغ المرام بمعنى: وصول الغاية والمطلب.
كتاب بلوغ المرام للحافظ ابن حجر العسقلاني كتاب نفيس وهو أشهر من نار على علم عند طلاب العلم، والعناية به فائقة، وقد عُني به أهل العلم عناية فائقة وشرحوه ودرسوه في جميع الأقطار منذ تأليفه إلى يومنا هذا، وهو عمدة في هذا الباب.
وبلوغ المرام والمحرر كتابان متقاربان، وابن حجر استفاد من المحرر، والبلوغ يفوق المحرر بزيادة بعض الأحاديث التي يحتاجها طالب العلم؛ لأنه متأخر فزاد بعض الأحاديث، وأما المحرر فيفوق البلوغ في أحكام الإمام المؤلف، وهو إمام من أئمة الحديث، فهو إمام معلل، وأحكامه على الأحاديث وتعقيبه للحديث في غاية الأهمية، فنرى أن طالب العلم يأخذ الزوائد من البلوغ ويحفظ المحرر.
البلوغ له شروح كثيرة متقدمة ومطبوعة، وشروح حديثة بعضها مطبوع، وبعضها مسموع، ومن شروحه (البدر التمام) للقاضي الحسين بن محمد المغربي يماني لكن هذا الشرح فيه حشو كثير، وقد اختصره الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني في كتابه الشهير (سبل السلام)، وهو شرح متين على طريقة أهل العلم في التصنيف وانتقاء العبارات فينبغي أن يعتني به طالب العلم، وهو مختصر من البدر التمام، ولكونه أفضل من الأصل صارت العناية به أكثر. ومنها شرح معاصر للشيخ ابن بسام - رحمه الله - اسمه (توضيح الأحكام)، فائدته تكمل في سهولته وترتيبه، ونُقول فتاوى المعاصرين. ومن الشروح شرح القنوجي (فتح العلام)، هو بحروفه مأخوذ من سبل السلام، إلا أنه حذف مذاهب الزيدية.
ومنها شرح المباركفوري وهو مجرد حاشية وتعليقات على البلوغ، وفيها فائدة لطالب العلم.
ومن الشروح كذلك شرح لقمان السلفي، وشرح الشيخ عبدالعزيز ابن باز وكذلك الشيخ ابن عثيمين – رحم الله الجميع-.
وبلوغ المرام منظوم، وهذا شيء لا يرتضى، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بشاعر، والله تعالى يقول: { وما علمناه الشعر وما ينبغي له}[(69) سورة يس]، ونظمه موجود، وقد نظمه أكثر من شخص، من ذلك منظومة للصنعاني وهي مطبوعة ومتداولة، فهذا في تقديري غير مناسب، وغير لائق، وإن استساغه بعضهم.
 
طبعة الشيخ حامد الفقي لبلوغ المرام - وهي من أوائل الطبعات - طبعة جيدة في الجملة، لكن ليس فيها عزو للأحاديث، ولا للمصادر بالجزء والصفحة والرقم، فلو ضم إليها طبعة سمير الزهيري لكان أنفع، على أن عليه أن يعيد النظر في بعض الألفاظ، من ذلك قوله: "الحديث صحيح رواه البخاري"، فالتصحيح والتضعيف مع كون الحديث في البخاري كلام لاغٍ لا قيمة له، ومنها ألفاظ قالها في حق بعض الأئمة وفيها شدة، فينبغي أن يتحاشاها طالب العلم، ويتعلم ويمرن نفسه على الأدب مع العلماء الكبار.