سبل السلام

تصنيف الكتاب
كشاف الكتاب

الصنعاني عاش في بيئة أكثرهم هادوية، والإنسان ابن بيئته فلا بد أن يتأثر بها شاء أم أبى، وعلى كل حال فتأثر الصنعاني بمذهب بلده واضح، وإن لم يكن شيعياً، لكنه متأثر.
وكتاب (سبل السلام) كتاب شهير، وهو شرح متوسط مختصر من (البدر التمام) اختصره الصنعاني، واقتصر منه على ما يُحتاج إليه وأضاف إليه فوائد لا توجد في (البدر التمام)، ولكونه أفضل من الأصل صارت العناية به أكثر.
ومن أراد أن يجمع بين هذا وذاك فطيب؛ لأن الاعتماد على اختصار الغير يفوت على طالب العلم الشيء الكثير، فما تركه الصنعاني ليس مهماً بالنسبة لطالب العلم من وجهة نظره هو ، لكن قد يكون ترك أشياء هي في غاية الأهمية لطالب العلم ، ولذا نصيحتنا لطلاب العلم ألا يعتمدوا على المختصرات، وأن يختصروا لأنفسهم.
وإذا قال الصنعاني في السبل: " قال الشارح"، فالشارح هو القاضي الحسين بن محمد المغربي، صاحب (البدر التمام).
و(سبل السلام) شرح متين يمكن أن يربى عليه طالب؛ حيث إنه على طريقة أهل العلم في التصنيف وانتقاء العبارات، فينبغي أن يعتني به طالب العلم لتجرد مؤلفه، ودورانه مع السنة، فيرجح ما يترجح له من خلال الدليل. ولا يعني هذا أن الصنعاني معصوم بل هو غيره من أهل العلم معرض للخط، وقد ملأ كتابه بأقوال بعض الطوائف المبتدعة من أجل أن يروج الكتاب، ولو ترك النقل عن هذه المذاهب، وهو في بلد غالب سكانه من الزيدية، ما راج الكتاب، فهذا يمدح من هذه الحيثية.
وكتاب (سبل السلام) على ما فيه من اختصار مفيد لطالب العلم، وهو من أفضل شروح (بلوغ المرام)، وإن ضُم إليه شرح الشيخ ابن بسام -رحمه الله- لبيان بعض المسائل المعاصرة، والعناية بفتاوى أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين كان حسناً.
(سبل السلام) له اختصار، اختصره الشيخ فيصل بن مبارك -رحمه الله- في مجلد لطيف جداً.
طبعات السبل كثيرة، أشهرها ثلاث: طبعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، هذه طبعة طيبة وصحيحة في الجملة لكنها ليس فيها تخريج ولا عزو، وهي بحاجة إلى شيء من التعليق الذي يحتاج إليه طالب العلم.
والطبعة الثانية طبعة الشيخ طارق عوض الله طيبة لا بأس بها، لكن التعليق عليها قليل جداً. والشيخ طارق من أهل العناية وأهل التجويد، وأهل التحري في التحقيق، لكنه لا سيما في (سبل السلام) في طبعته أخطاء، فلعله مع كثرة أعماله العلمية، وكل متابعةَ العمل في هذا الكتاب إلى غيره، وإلا فالمعروف عنه أنه من أهل التحري والتثبت.
والطبعة الثالثة: طبعة محمد صبحي حلاق، وعليها تعليقات وتخاريج مطولة، والتعليق فيها أكثر من غيرها من الطبعات، فهي أفضل الطبعات من حيث الخدمة والتعليق والتوثيق، وهي طيبة إلا أن فيها بعض الأخطاء.
 
فهذه الطبعات الثلاث هي أفضل الطبعات عندي.