تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي

تصنيف الكتاب
كشاف الكتاب

التحفة للمباركفوري لا بأس بها، ترجم للرواة وأكثر التراجم مأخوذة من التقريب، ثم بعد ذلك يشرح الحديث من خلال الشروح لكتاب الترمذي ولغيره، فإذا كان الترمذي تفرد برواية الحديث اقتصر على شروح الترمذي مع كتب الغريب، وقد يستفيد من كتب اللغة، وإذا كان الحديث مخرجاً عند غير الترمذي كالبخاري مثلاً، فقد يضعف شرحه في بعض المواضع في الأحاديث التي لم تشرح من قبل، وإذا انتهى من شرح الحديث انتقل إلى تخريج الشواهد التي قال فيها الترمذي: " وفي الباب عن فلان وفلان .."، فالمباركفوري خرج كثيراً منها، فيقول مثلاً: "حديث أبي هريرة أخرجه البخاري"، " حديث أبي سعيد خرجه النسائي" وهكذا، وأحياناً يقول: " حديث ابن عمر ينظر من أخرجه"، فلا يلزم أن يطّلع على كل شيء، وأن يحيط بكل علم، فكم ترك الأول للآخر.
كتاب التحفة شرح طيب ومناسب، وفيه نقول نافعة وماتعة، وهو على اختصاره نافع جداً، ويحتاجه طالب العلم، وهو من أحسن شروح الترمذي وأجمعها، وهو أمثل من شرح ابن العربي لجمعه بين الصناعة الحديثية والاستنباط.
 
تحفة الأحوذي طبع في الهند بالحروف العربية لكن شكلها فارسي، ولذا لا يحسن التعامل معها كثير من الطلاب المتوسطين فضلاً عن المبتدئين، لكن لا شك أنها هي الأصل وهي الصحيحة، وقد طُبعت في أربعة مجلدات والمقدمة في مجلد، فهذه أفضل الطبعات. ثم طبعه عنها عبد الرحمن محمد عثمان في المطبعة السلفية في المدينة المنورة، في عشرة مجلدات، والمقدمة في جزأين؛ لكن هذه الطبعة فيها أخطاء مع أنها أفضل الموجود الآن للذي لا يجيد قراءة الطبعة الهندية المتقدمة، وأخطاؤها يمكن تصحيحها من جداول الخطأ والصواب الموجودة فيها، وهي أفضل من طبعة دار الكتب العلمية. على هذا من يحسن قراءة الحروف الفارسية فعليه بالطبعة الهندية الأولى، ومن لا يحسن ذلك فعليه بالطبعة السلفية.