إذا استقمت على الصراط المستقيم، وتمسَّكت بحبل الله، واتَّبعت الهدى الذي جاء عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، واجتنبت البدعَ والمبتدعةَ، فلا تجزم في حكمِك على نفسِك بالفلاحِ، بل اتَّهم نفسك بالتقصيرِ؛ لأن الطريقَ طويلٌ وشائكٌ، والقلوب بين أُصْبُعين من أصابع الرحمن، والإنسانُ في هذه الدنيا مثل الغريق الذي يسأل الله جل جلاله النَّجاة، وحسن الخاتمة، والموافاة على الإسلامِ، فليكن ديدنك ألا تجزمَ لنفسك بشيء.
وإن كان مَن استمسَك بحبل الله، واتَّبع الهدى بحقٍّ، ولم يكن من المبتدعةِ؛ فهذا مجزوم بنجاته، لكن مَن الذي يحكم لك بأنَّ تمسُّكَكَ هذا صحيح غير مدخول؟! ولو صح، فمن يضمن لك الموت عليه؟! والقلوب لا يعلم ما فيها إلا علَّام الغيوب، والخواتيم بيد الله، وأما نحن فنرجو للمحسنِ الثَّواب، ونخشى على المسيء العقاب؛ وعقيدة أهل السنة في هذا البابِ أنهم لا يجزمون لأحدٍ من أهلِ القبلةِ بجنةٍ ولا نارٍ.