العناية بحفظ القرآن وتجويده وترتيله أمر مطلوب لكنه لا يكفي، فلا بدّ من العناية بقراءته على الوجه المأمور به.
وكثير من طلاب العلم يقرأ القرآن بل يحفظه ويتقنه ويجوده، فإذا ضمن ذلك أهمله ونام عنه، فلا تجد في بَرنامجه اليومي جزءًا مقتطعًا لقراءة القرآن على الوجه المأمور به، فضلًا عن كونه يُعنى بما يعينه على فهم القرآن وتدبره؛ مِن نظرٍ في التفاسير المعتبرة لأهل العلم الموثوقين، فيندر ويقِلّ أن تجد العناية بكتاب اللَّه من حيث فهمه وتدبر معانيه.
فتدبر القرآن إن رمت الهدى فالعلم تحت تدبر القرآن [نونية ابن القيم (ص: 49)]
فبعضهم يكتفي بمجرد حفظ القرآن وضبطه وتجويده، وبعضهم يزيد على ذلك فيقرؤه على قراءات متنوعة، ويضمن لنفسه أنه أجيز بالقرآن من عدة شيوخ، ليكون من أهل القرآن، لكن كما قال ابن القيم رحمه الله: «أهل القرآن هم العالمون به، والعاملون بما فيه، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب» [زاد المعاد 1/327].