تعويد الناشئة على العبادة

هَلّا وَجَّهْتُمُونا...  كيف نُعَوِّد النَّاشِئَة على العِبَادة؟

أوَّلاً: تَعْوِيد النَّاشِئَة على العِبادة يكون بالقُدْوة الصَّالِحَة، ولِذَا شُرِع أو شُرِعَت النَّوافِل فِي البيت، وأَفْضَل صَلاة الرَّجُل في بيتِهِ إلَّا المَكْتُوبة، ليُقْتَدَى بِهِ، يَقْتَدِي بِهِ هَؤُلَاء النَّاشِئَة مَعَ أَمْرِهِم بِهَا، واقْتِدَائِهِم بِهِ فِي فِعْلِهَا، فَإذا أرادَ أنْ يُصَلِّي قال: انْتَبِه إلى هذِهِ الصَّلاة وصَلِّ مَعِي كَمَا صَلَّى ابن عباس مع النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- قَبْلَ أنْ يُكَلَّفْ، فَأَدَارَهُ النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- من شِمَالِهِ إِلَى يَمِينِهِ، فَوَجَّهَهُ بِالقَوْلِ والفِعِل،  فبالقُدْوة الصَّالِحَة، وبِالأَمْر بِلُطْف، ورِفْق، وتَوْجِيهٍ مَقْبُول لا شَكَّ أنَّهُم يُحِبُّونَ بِوَاسِطة ذلك العِبَادَة ويَنْشَأون عليها.

ويَنْشَأُ نَاشِئُ الفِتْيَانِ مِنَّا

 

على ما كانَ عَوَّدَهُ أَبُوهُ

فَإِنْ كَان أَبُوهُ عَوَّدَهُ على العِبَادَة، عَوَّدَهُ على الصَّلاة، عَوَّدَهُ على الصِّيَام، أَعْطَاهُ أحياناً بعض الأمَوْال اليَسِيرة مِنْ فِئَة الرِّيَال مثلاً، وقال:  إِذَا رَأَيْت فَقِيرْ تَصَدَّق عليه، أو قال: أَهْدِ أو أَعْطِ إِخْوانك من هذِهِ الرِّيَالات أو العَكْس، كُل هذا مَطْلُوب، وهذا فيهِ تَمْرِينْ للنَّاشِئَة،  بِخِلاف مَا إِذَا عَوَّدَهُم على خِلَافِ ذلك؛ فَإِنَّمَا يَنْشَأُونَ عَلى ما عُوِّدُوا.