تقديم المصلحة على نص السنة الصحيح

السؤال
هل من الممكن أن تقدَّم المصلحة على أمر فيه نص صحيح من السنة النبوية؟
الجواب

لا يمكن، ولا يمكن أن يأتي نص صحيح من الكتاب والسنة مخالفًا للمصلحة أو للعقل الصريح، فلا يمكن أن يتعارض العقل الصريح مع النص الصحيح، والعقل بإزاء المصلحة المذكورة في السؤال، فالمصلحة كيف استُنبطت أنها مصلحة؟ من خلال العقل، ولا يمكن أن يعارَض النص بالعقل، مع أنه لا يمكن أيضًا إذا وُجد نص صحيح أن يكون معارِضا لعقل صريح وفطرة سليمة، لا بد أن تكون الفطرة غير سليمة إذا عارضت النص، ولشيخ الإسلام -رحمه الله- كتاب من أنفس الكتب في الباب اسمه (العقل والنقل) أو (موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول) وأنه لا يمكن أن يتعارض هذا مع هذا، وهو كتاب عظيم لم يُصنَّف مثله، وكبير جدًّا –أيضًا- في عشرة مجلدات، يقول ابن القيم:

واقرأْ كتابَ (العقلِ والنقلِ) الذي

ما في الوجودِ لهُ نظيرٌ ثاني

وعلى كل حال الطوفي وهو من الحنابلة وله باع في الأصول وتميُّز فيه يُقدِّم المصلحة على النص كما ذكر ذلك في (شرح الأربعين) له، ولم يوافقه أحد من أهل العلم، بل تصدوا للرد عليه، ومنهم من اتهمه بسبب ذلك، والله المستعان.