التعامل مع الوالدة إذا ارتكبت منكرًا

السؤال
كيف يكون التعامل مع الوالدة إذا فعلتْ منكرًا من المنكرات؟
الجواب

المنكر جاء الأمر بتغييره «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه» [مسلم: 49]، وفي جميع الحالات لا بد من التعامل مع صاحبه بالرفق واللين، وبما يُحقق المصلحة، بحيث لا يترتب عليه مفسدة، وإذا كان مُرتكب المنكر ممن له حقٌّ عليك كالوالدين فلا بد أن يكون التعامل بالرفق واللين أكثر وأوضح؛ لئلا يترتب عليه مردود سلبي، وبدلًا من أن يخرج المُنكِر بالأجر المترتب على ذلك يخرج بإثم العقوق؛ بسبب فحش القول والإغلاظ فيه! فلا بد من أن تكون إزالة المنكر مع مَن له حق عليك بأسلوب لَيِّن تترتب عليه المصلحة، ولا يخدش الخاطر، وإن كان الرفق مُستصحبًا مع جميع مرتكبي المنكرات، ولا يُنافي ذلك الغيرة على حدود الله ومحارم الله؛ لأن الغيرة تتطلب التغيير، والأمر بالتغيير ثابت، ومع ذلك الأسلوب المناسب الناجع الذي تترتب عليه المصلحة هو المطلوب في جميع الحالات، لكن إذا كان مُرتكب المنكر هو الوالد أو الوالدة فيتلطف لهما بقدرٍ زائدٍ على ما ذُكر؛ علَّهما أن يستجيبا {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً} [لقمان: 15]، هذا إذا دعواك إلى الشرك فكيف بما دون ذلك؟! والله المستعان.