إعادة الصلاة بسبب الأفكار والوساوس في أثنائها

السؤال
هل يجوز إعادة الصلاة بسبب الأفكار والوساوس في الصلاة؟   
الجواب

إذا كبّر المسلم للصلاة ودخل فيها فليستحضر أنه ماثلٌ بين يدي ربِّه جل وعلا قائلًا: (الله أكبر)، يعني أكبر من كل شيء، فلا يلتفت إلى غيره في صلاته وليحضر قلبه، وليتدبر ما يقرأ وليتدبر ما يسمع من إمامه إن كان مأمومًا، فلا يغفل عن صلاته ليخرج منها بموفور الأجر، وإذا غفل عنها فإنه ينقص من أجره بقدر هذه الغفلة، ولذا جاء في الخبر أن من المصلين من يخرج من صلاته بأجرها، ومنهم من يخرج بنصف أجرها، ومنهم من يخرج بالربع، ومنهم من يخرج بالعشر، فاحرص أخي الكريم أن تنال من الله -جل وعلا- موفور الأجر، وتترتب على صلاتك هذه الآثار التي رتبت عليها من النهي عن الفحشاء والمنكر؛ ليعصمك الله من الشيطان، وأما إذا غَفلت عن صلاتك ووردت عليك الخواطر والوساوس فإن أجرك ينقص تدريجيًا حتى تخرج من صلاتك بغير أجر، وحينئذٍ إذا تمت الصلاة بأركانها وواجباتها وشروطها فإن الإنسان لا يؤمر بإعادتها، لكن من أهل العلم من يرى أنها إذا لم يعقل منها شيئًا فإنه يلزمه إعادتها ولو كانت صورتها صورة الصلاة المكتملة المشتملة على الشروط والواجبات والأركان، فبدءًا من تكبيرة الإحرام أحضر قلبك ولا تغفل، ولا تنشغل عن صلاتك بغيرها، فلا أكبر ولا أعظم من الله -جل وعلا- الذي أنت ماثل بين يديه، ولو قُدِّر أنك وقفت بين يدي مخلوق هل تغفل مثل هذه الغفلة التي يقع فيها بعض الناس فيكبر في الصلاة ويخرج منها ما عقل منها شيئًا؟! لا يُتصور هذا في المخلوق، والخالق لا شك أنه أعظم، وبيده أزمة أمورك، وبيده أجلك ورزقك، وبيده مصيرك، والله المستعان.