ختم القرآن كاملًا في التراويح

السؤال
هل من السنة في التراويح وقيام رمضان أن يقرأ الإمام القرآن كاملاً على جماعة مسجده؟
الجواب

سماع القرآن من الإمام أمر مطلوب ومرغَّب فيه، والمستمع شريك للقارئ في الأجر، وذلك إذا كان لا يشق على المأمومين بأن يُسمعهم ما لا يشق عليهم وما لا يكلفهم، والأصل في صلاة الليل كما ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- أنها تُطال ويُكثر فيها من القراءة، وقد ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قرأ في ركعةٍ البقرة ثم النساء ثم آل عمران، لكن لا شك أن الناس إذا صلوا في جماعة قد لا يطيقون مثل هذا، والمطلوب من الإمام أن يخفِّف على الناس، ولا يشق عليهم ولا ينفرهم ولا يكون فتانًا كما جاء في حديث معاذ -رضي الله عنه- «يا معاذ أفتان أنت؟!» [البخاري: 705]، على كل حال إذا كان لا يشق عليهم إسماعهم القرآن كاملًا لا سيما وأن الناس في العصور المتأخرة صاروا لا يتحملون مثل هذه الأمور، ولذا يَقِل أن تجد من الأئمة من يختم القرآن، كل هذا لأنهم عودوا المأمومين على قراءة شيء يسير في الركعة، وكان الناس إلى وقت قريب يختمون القرآن في ليالي رمضان مرة أو مرتين، وبعضهم يختم ثلاث مرات، والناس يتجاوبون مع هذا ولا يتذمَّرون ولا يتضايقون، لكن الناس على ما عُوِّدوا -مع الأسف-، وفي الحقيقة أن الذي يتعامل مع الله في مثل هذه المواطن هو القلب وليس البدن، ووُجد من كبار السن من يتحمل القيام الطويل، ووُجد من الشباب الممتعين بالصحة والسلامة والقوة والجلد من يتضايق إذا زاد الإمام آية واحدة، فعلى الإنسان أن يوطِّن نفسه على الخير، وأن يصبر عليه، وإذا عوَّد نفسه تعوَّدتْ، لكن الإشكال إذا تساهل في مثل هذا الأمر واستمر على هذا التساهل فإن مثل هذا التساهل لا نهاية له، فنجد من يتذمَّر من قراءة نصف صفحة من الشباب -مع الأسف-، ولأئمة المساجد دور في مثل هذا حيث عودوهم على ذلك، وتجد الناس يزدحمون على المسجد الذي إمامه يُخفَّف إلى هذا الحد أو أقل، وتُهجر المساجد التي يُقرأ فيها أكثر من هذا القدر. والمسألة هي ليالٍ معدودة وأيام تنتهي في أوقاتٍ فاضلة وأجورٍ مضاعفات، فعلى الإنسان أن يحتمل ويصبر ويتحمَّل، فإذا قرأ الإمام القرآن كاملًا وأسمعه الناس لا شك أن هذا أفضل وأكمل، وإن كان يشق عليهم ذلك ولاحظ المأمومين وفيهم مَن لا يحتمل مثل هذه الأمور فخفَّف عنهم فهو مأجور -إن شاء الله تعالى-.