النصيحة لمن ألزم نفسه بورد من القرآن لم يستطع الوفاء به

السؤال
أحاول أن ألزم نفسي بقراءة جزء من القرآن يوميًّا، ولكن مع كثرة الأشغال لا أتمكن في بعض الأيام، فأُلزم نفسي بجزئين في اليوم الذي يليه، وأحيانًا لا أتمكن فيجتمع عليَّ خمسة أو ستة أجزاء، ثم أعود وأقول: (سأبدأ من جديد وألتزم بواحد في كل يوم)، وجِّهوني كيف أستطيع أن أسير على منهج فلا أتنازل عنه؟
الجواب

هذا الإلزام إن كان مصحوبًا بيمين أو نذر لزمه ذلك أو لزمته كفارته إن عجز عن ذلك، ولكن إن خلا من ذلك كله فعليه أن يلتزم بما التزمه لله -جل وعلا-، ولا يفرِّط في ترك جزء اليوم إلى الغد، فإن فاته ذلك لأمر شغله عنه فليبادر في اليوم التالي؛ لئلا تتراكم عليه الأجزاء ثم لا يستطيعها، وإذا تراكم عليه كما في السؤال خمسة أو ستة يقرأ في خمسة الأيام جزأين جزأين ولا يرهق نفسه بشيءٍ لا يستطيعه، أو يحمله ذلك على الترك الكلي، لكن عليه أن يقرأ ما يستطيع وما يسهل عليه، ومع ذلك إذا قرأ اليوم جزءًا وداوم عليه وختم في الشهر مرة فلا يلبث أن يقوده القرآن ويجذبه إلى أن يقرأه أكثر من مرة، وهذا شيء مجرَّب، لكن على الإنسان أن يلتزم، ولا يكون نصيب القرآن عنده في الوقت المفضول أو الوقت الذي هو محل راحته أو ما أشبه ذلك، بل يفرض للقرآن من سنام الوقت -كما قالوا-، ويقدِّمه على غيره، وحينئذٍ يلتزم، وهذا شيء مجرَّب، فإذا التزم به وسار عليه وصار جزءًا من برنامجه اليومي فلن يتركه، بل يقوده القرآن إلى الزيادة، والله المستعان.