درجة حديث: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة»

السؤال
استمعتُ إلى موعظة حثَّ فيها ملقيها على قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، واستمررتُ على هذا عدة سنوات، ثم سمعتُ أحد المحدثين يُضعِّف الحديث الوارد في ذلك، فتركتُ قراءتها، فهل فعلي هذا صحيح؟ أخشى أن أكون من المحرومين بترك هذا العمل.
الجواب

جاء من حديث أبي سعيد –رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين» [مستدرك الحاكم: 3392]، وهذا الحديث -كما أشار السائل- مضعَّف عند أهل الحديث، وبعضهم يحكم عليه بأن ضعفه شديد، وخرَّجه الحاكم وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه)، لكن هذا من تساهل الحاكم، وإلا فالحديث فيه نُعَيْم بن حماد، قال الذهبي: (له مناكير)، وعلى كل حال الخلاصة في حكمه أنه ضعيف جدًّا، وقد يقول قائل: إن قراءة سورة الكهف تجري على قواعد الجمهور الذين يعملون بالضعيف في فضائل الأعمال الذي نَقل عليه الاتفاق النووي في مقدمة (الأربعين) وفي بعض كتبه، لكن يبقى أن هذا الحديث قال بعضهم: إن ضعفه شديد، والذين يقولون بالعمل بالضعيف في فضائل الأعمال يشترطون ألَّا يكون الضعف شديدًا.

وجاء في سورة الكهف أن «مَن حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال» كما في (صحيح مسلم) [809]، وفيه -أعني في (صحيح مسلم)- «غير الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم، فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم، فامرؤٌ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، إنه شاب قَطَطٌ، عينه طافئة، كأني أشبهه بعبد العزى بن قَطَنٍ، فمن أدركه منكم، فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف»، هذا في (صحيح مسلم) [2937]، وأما قراءتها في يوم الجمعة ورواية "ليلة الجمعة" أضعف، لكن يبقى أن قراءتها وتخصيص يوم الجمعة بها عملًا بهذا الحديث الضعيف قد يجريه بعضهم على قول الجمهور، ولا يشدِّدون في مثل هذا، والله أعلم.