التشبُّه بالحجاج في الامتناع عن الحلق والأخذ من الأظافر

السؤال
ما حكم أن يتعمَّد شخص التشبُّه بالحجاج في الامتناع عن حلق الرأس والأخذ من الأظافر وهو لن يضحِّي؟
الجواب

التشبُّه بالحجاج إما بالفعل أو بالترك، يعني إذا امتنع عن حلق الرأس والأخذ من الأظافر فهذا ليس عملًا يمكن أن يظهر للناس إنما هو عمل قلبي، ويذكرون من أنواع التشبه بالفعل كالتعريف في الأمصار، فبعض الناس في الأمصار في عشيَّة عرفة يلبسون الإحرام ويجلسون في المسجد أو يجلسون في صعيد يتشبهون بالحجاج في صعيد عرفة، هذه بدعة، أما مجرد الترك والامتناع عن الحلق، فهذا مردُّه إلى القلب، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كما قالت عائشة رضي الله عنها: "كنتُ أفتل قلائد هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيبعث هديه إلى الكعبة، فما يَحرم عليه مما حلَّ للرجال من أهله، حتى يرجع الناس" [البخاري: 5566]، المقصود أنه لا يمتنع مما كان يفعله؛ لأنه حلال لم يدخل في الإحرام، ولا نوى نية النسك فيمتنع مما يمتنع منه المحرم، فمثل هذا لا يجوز له أن يتشبَّه بهم وأن يقصد ويعتقد أنه مثلهم في الثواب أو مثلهم في وجوب الامتناع أو ما أشبه ذلك، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- وهو يبعث الهدي فما يَحرم عليه -كما تقول عائشة- مما يَحرم على المحرِم شيء، وما يمتنع عن شيء كان يفعله قبل ذلك ولو بعث الهدي، وإنما يمتنع من ذلك إذا دخل في النسك، والله أعلم.