المقصود بالوعد في قول الله تعالى: {هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله}

السؤال
ما الوعد الذي وعده الله المؤمنين والمذكور في قوله تعالى: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22]؟
الجواب

هذا الوعد كما أُثِر عن ابن عباس –رضي الله عنهما- وقتادة وغير واحد هو: النصر، وقد جاء مُبيَّنًا في سورة البقرة في قوله -جلَّ وعلا-: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة:214]، هذا هو الوعد الذي لم يُبيَّن في الآية الأولى الواردة في السؤال، ولكنه بُيِّن في آية البقرة، وقد أشار إلى ذلك ابن عباس وقتادة وغير واحد، فهو لم يُبيَّن في آية الأحزاب المذكورة في السؤال، وإنما بُيِّن في سورة البقرة وهو: النصر {أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}.

ومثل هذا من أفضل ما يُرجع إليه من كُتب التفسير هو (تفسير ابن كثير)؛ لأنه يُعنى بتفسير القرآن بالقرآن، وكذلك (أضواء البيان)، وهو مُخصَّص لتفسير القرآن بالقرآن كما سماه مؤلفه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله تعالى-، ولا أعرف تفسيرًا يشفي في هذا الباب -تفسير القرآن بالقرآن- مثل هذا التفسير، إضافةً إلى الأصل في هذا الباب وهو الحافظ ابن كثير، وقد يُختصر تفسير (أضواء البيان) في ربع حجمه ويُقتصر فيه على ما خُصَّص من أجله، وتُترك المباحث الفقهية والأصولية واللغوية وغيرها من المباحث اكتفاءً بالأصل، فيبقى الأصل موجودًا لمن أراد أن يُراجع باستفاضة، مع أن كثيرًا من مباحثه مأخوذة من (تفسير القرطبي)، وهو يُشير إلى ذلك -رحمه الله-.