الفرق بين علم الفقه وعلم أصول الفقه

السؤال
ما الفرق بين علم الفقه وعلم أصول الفقه؟
الجواب

علم الفقه هو: علم الفروع، يُقابله علم الأصول، فالفرع في الأصل: ما يُبنى على غيره، والأصل: ما يُبنى عليه غيره، فالفروع مبنيَّة على الأصول.

 وعلى هذا فالفقه هو: العلم بالأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية، هذا الفقه الذي هو الفروع.

وأصول الفقه هو: معرفة أدلة الفقه الإجمالية.

فمثلًا: معرفة المسائل الفرعية في أبواب الفقه، كالطهارة، والصلاة، والزكاة، وما يتبعها من أبواب العبادات والمعاملات وبقية الأبواب الفقهية، معرفة مسائل هذه الأبواب هي موضوع الفقه، ومعرفة ما يُستدل به إجمالًا لهذه المسائل، كالكتاب، والسُّنَّة، والإجماع، والقياس، هذه أدلة مُجملة، وهي موضوع أصول الفقه.

الدليل الخاص بهذه المسألة والحكم المُستنبط منه هو موضوع الفقه، يعني عندك آية: معرفة هذه الآية، واستنباطك منها حُكمًا فرعيًّا، أو من هذا الحديث، هذا موضوع الفقه؛ لأن الفقه مسألة فقهية بدليلها من الكتاب، أو من السُّنَّة، أو من الإجماع واتفاق جميع المجتهدين عليه، أو من القياس، أو من أقوال الصحابة -عند من يحتج بها-، فبحث المسائل الفرعية مع الاستدلال لها هذا هو الفقه. ومعرفة المسألة مجردةً عن دليلها هذا هو التقليد الذي لا يُسمَّى حامله فقيهًا كما نص على ذلك ابن عبد البر وغيره.

لكن الإجمال: بحث الكتاب –مثلًا-، والمباحث المتعلقة به من العموم والخصوص، والإجمال والتقييد، والناسخ والمنسوخ، كل هذه موضوع أصول الفقه، وقُل مثل هذا في السُّنَّة، وبحث الإجماع ومتطلباته ومباحثه، والقياس وأنواعه إلى آخره...كل هذه موضوع أصول الفقه.

فعندنا أصل، وعندنا فرع، فالفروع هي التي تُسمَّى بالفقه، والأصول التي تُبنى عليها هذه الفروع هي موضوع أصول الفقه.

والفقه بهذا الاعتبار الذي هو العُرف الخاص عند الفقهاء هذا حدُّه وهذا تعريفه، وأما الفقه بالاصطلاح الشرعي فهو يشمل جميع أبواب الدين، ومنه قوله –عليه الصلاة والسلام-: «مَن يُرد الله به خيرًا يفقِّهه في الدين» [البخاري: 71]، والدين يشمل جميع الأبواب، وفي حديث سؤال جبريل للنبي –عليه الصلاة والسلام- عن الإسلام، والإيمان، والإحسان، في نهاية الحديث قال: «فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم» [مسلم: 8]، فالدين في قوله: «مَن يُرد الله به خيرًا يفقِّهه في الدين» المراد به: الدين على ما جاء في حديث سؤال جبريل للنبي –عليه الصلاة والسلام- عن الإسلام، والإيمان، والإحسان، فهو أشمل من أن يكون الفروع فقط، أو الأصول، أو العقائد فقط، وإن كان بعضهم يُسمِّي العقائد: الفقه الأكبر.

وعلى كل حال الحقائق والاصطلاحات واضحة ومبحوثة في كُتب الأصول والفروع، وكُتب شروح الأحاديث وغيرها، والله أعلم.