عدد آيات سورة الفاتحة

السؤال
البسملة هل هي من الفاتحة؟ وكم عدد آيات الفاتحة؛ لأني أجدها في المصحف مع البسملة سبع آيات؟
الجواب

يختلف العلماء في البسملة، هل هي آيةٌ من كل سورة، أو ليست بآية مطلقًا، بعد إجماعهم على أنها بعض آية في سورة النمل، وأنها ليست بآية في سورة التوبة، هذا محل إجماع، ويَختلف العلماء فيما عدا ذلك من السور، في مطلع مائة وثلاث عشرة سورة، باستثناء التوبة، يختلفون في ذلك، ولهم أدلة كثيرة ليس هذا محل استيعابها واستقصائها، لكن المعتمد في المصحف الذي بأيدي الناس -مصحف المجمَّع- أنها مُرقَّمة، وحينئذٍ تكون سبع آيات بالبسملة، مع أن القول الآخر أنها ليست بآية من سورة الفاتحة كغيرها من السور، وحينئذٍ تكون الآية السابعة: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7] هذه آية، {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] آية.

فالمسألة خلافية بين أهل العلم، وعلى كل حال الأدلة كثيرة للطرفين.

والفاتحة سبع آيات، في قول عامة أهل العلم، وله ما يدل له كقوله -جل وعلا-: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر: 87]، قالوا: سورة الفاتحة.

وهذا قول عامة أهل العلم، بل نُقِل عليه الإجماع، ومنهم من يقول: ست، وهذا قولٌ شاذ، فلا يجعل البسملة منها، والآية الأخيرة التي قُسِمت في القول الثاني: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} يجعلها آيةً واحدةً، فيكون المجموع ستًّا.

وقال بعضهم -وهو قول شاذٌ كسابقه-: إنها ثمان، فاعتَبَر البسملة، وقَسَم الآية الأخيرة، فتكون حينئذٍ ثماني آيات. ولكن القول المعتبر والمعتمد عليه أنها سبع، ونُقِل عليه الإجماع، سواء قلنا: إن البسملة منها أو ليست منها، على اعتبار أن الآية الأخيرة آية واحدة أو آيتان.

على كل حال الخلاف موجود، وترقيمها في المصحف دليلٌ على اعتمادها واعتبارها آية، وهناك طبعات كثيرة تبعًا للمذاهب التي طُبِعت هذه المصاحف في مجتمعاتها، فأحيانًا تُرقَّم وأحيانًا لا تُرقَّم تبعًا للمذهب المتَّبع في بلد الطباعة من حيث عدِّ هذه الآيات.