عدم التمكن من توزيع جميع أكياس زكاة الفطر قبل صلاة العيد

السؤال
بسبب الزحام ليلة عيد الفطر وضيق الشوارع في الأحياء الفقيرة لم نتمكن من توزيع جميع أكياس الأرز على الأسر المحتاجة قبل صلاة العيد، علمًا بأننا بدأنا التوزيع من بعد صلاة الظهر، فأدركتنا صلاة العيد وبقي في القائمة لدينا مجموعة من الأسر، وكذلك بقي لدينا مجموعة من أكياس الأرز، ومع ذلك استمرينا في التوزيع ولم نصلِّ العيد، لكن لم نتمكن من إتمام الأكياس إلا بعد الصلاة، فهل نُعَدُّ آثمين في هذه الحال؟
الجواب

كأن السائل من جمعية تجمع زكاة الفطر، أو إمام مسجد -مثلًا- كما يفعله بعض الأئمة يجمعون الزكوات من جماعة المسجد، ويركنونها في المسجد، ويوزعونها في وقتها، هذا الأصل، وهؤلاء بمثابة الوكيل عن المزكِّي.

وحينئذٍ إذا كانوا بمثابة الوكيل عن المزكِّي فلا يتوكَّلوا إلا بما يُمكنهم فعله في وقته، فلا يأخذوا فوق طاقتهم، بحيث لا يتمكنون من توزيعه إلا بعد خروج الوقت، فيأثمون بذلك. والموكِّل إذا كانوا ثقاتًا تبرأ ذمته، وإذا عَرف أن زكاته لن توزَّع إلا بعد خروج وقتها فلا تبرأ ذمته، ويأثم بذلك، لكن مع ذلك إذا دفعها إلى مَن يثق به وهو محلٌ للثقة برئت ذمته، وهذا الأصل، لكن الوكيل سواء كان إمام مسجدٍ أو جمعية خيرية لا يجوز لهم أن يأخذوا من هذه الصدقات إلا ما يُمكنهم توزيعه في وقته، والله أعلم.