طلب الدعاء من أحدٍ من المسلمين

السؤال
هل يجوز يا شيخ أن أطلب من أي أحدٍ من المسلمين أن يدعو لي؟ وهل هذا الطلب يُنافي التوكل؟
الجواب

أبدًا يجوز، بل يُشرع للمسلم إذا رأى مَن يغلب على ظنِّه أنه تُجاب دعوته أن يَطلب منه أن يدعو له، وفي سورة يوسف {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} [يوسف: 97].

وذكر النووي في كتاب (الأذكار): (باب استحباب طلب الدعاءِ من أهل الفضلِ وإن كان الطالبُ أفضل من المطلوبِ منه، والدعاء في المواضعِ الشريفة: اعلم أن الأحاديث في هذا الباب أكثر مِن أن تُحصر، وهو مجمعٌ عليه)، وفي (مجموع الفتاوى) لشيخ الإسلام: (طلب الدعاء مشروعٌ من كل مؤمن لكل مؤمن، حتى قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم– لعمر لما استأذنه في العمرة: «لا تنسنا يا أخي من دعائك» إن صح الحديث -؛ لأن فيه كلامًا لأهل العلم-، وحتى أمر النبي –صلى الله عليه وسلم– عمر أن يطلب من أويسٍ القرني أن يستغفر له، وإن كان الطالب -وهو عمر- أفضل من أويس بكثير)، وقصة أويس القرني ثبتت في الصحيح، فالنبي –عليه الصلاة والسلام- قال: «يقدم عليكم شخصٌ من أهل اليمن يُقال له: أويس، كان برًّا بأمِّه، فمن لقيه منكم فليطلب منه أن يستغفر له» [يُنظر: مسلم: 2542]، فدل ذلك على أن طلب الاستغفار والدعاء من الرجل الصالح لا بأس به؛ لعل الله أن يُجيب دعوته، والله أعلم.