توارد الأفكار والخيالات في ذات الله -عز وجل-

السؤال
تتوارد على ذهني أفكار وخيالات وألفاظ خبيثة في ذات الله -عز وجل-، واسترسلتُ معها بحكم المرض، وجراء الضغط النفسي، وإلحاح هذه الفكرة علي، لكني -ولله الحمد- لم أنطق بها، ولكنها استقرَّتْ بقلبي، فهل أَكفر بسببها؟ وهل أحاسب عليها وأُسأَل؟
الجواب

هذه الخيالات وهذه الأفكار الخبيثة والاسترسال معها لا شك أنه من وسوسة الشيطان، والله -جل وعلا- يقول: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف: 200]، وجاء في (صحيح البخاري) عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يأتي الشيطان أحدَكم فيقول: مَن خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربَّك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينتهِ» [3276]، وفي (صحيح مسلم) عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال الناس يتساءلون حتى يُقال: هذا خَلَق الله الخلق، فمَن خَلَق الله؟ فمَن وجد مِن ذلك شيئًا، فليقل: آمنتُ بالله» [134]، وحينئذٍ عليه أن يستعيذ بالله من الشيطان، وينفث عن يساره، ويُكثر من الذكر وقراءة القرآن، وينشغل عن هذه الخيالات، فإذا حصل فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ولا يتكلَّم، ففي (صحيح مسلم) عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: جاء ناسٌ من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدُنا أن يتكلَّم به، قال: «وقد وجدتموه؟» قالوا: نعم، قال: «ذاك صريح الإيمان» [132]؛ لأنهم تعاظموا هذا الأمر ولم ينطقوا به، فهو أشبه بحديث النفس الذي لا يؤاخذ عليه إلا إذا تكلَّم أو عمل، والله أعلم.