نصيحة لنساء المسلمين حيال التساهل في الحجاب

السؤال
هل من نصيحة توجهونها لنساء المسلمين؛ لما نراه من انتشار التساهل في الحجاب؟
الجواب

يقول الله -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59]، وفي الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها-: قالت: "يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31] شققن مُرُوطهنَّ فاختمرنَ بها" [البخاري: 4758]. وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- محرمات، فإذا حاذوا بنا سدلتْ إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه» [أبو داود: 1833]. وفي قصة الإفك قالت عائشة –رضي الله عنها- عن صفوان –رضي الله عنه-: «وكان يراني قبل الحجاب» [البخاري: 2661]، فلو لم يكن حجاب للوجه ما احتاجتْ أن تقول مثل هذا، وعلى هذا فعلى المرأة المسلمة أن تتقي الله -جل وعلا-، والحجاب دِين، وواجب من واجبات الشرع لا يجوز لها أن تُخلَّ به، فعليها أن تحفظ نفسها من نظر الرجال الأجانب إليها، كما أنها مأمورة بأن تغضَّ بصرها عن الرجال الأجانب، يقول الله -جل وعلا-: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]، فعلى نساء المسلمين وبنات المسلمين اللاتي تساهلن في الحجاب أن يتبنَ إلى الله جميعًا لعلهنَّ أن يُفلحنَ، كما قال الله -جل وعلا-: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}؛ لأن التساهل في الحجاب معصية، وهو سبب لانتشار الرذيلة، وسببٌ لعدوان بعض مَن في قلوبهم مرض على النساء، فعلى المرأة أن تحتاط لنفسها، وتحفظ نفسها، ولا تُعرِّض نفسها للاعتداء والامتهان، والله أعلم.