معنى قول الله تعالى: {نزَّاعة للشوى}

السؤال
قرأتُ في القرآن الكريم في وصف النار أعاذنا الله منها قول الله تعالى: {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى}، فأحببتُ أن أسألكم عن معنى هذه الآية الكريمة؟
الجواب

المراد بالشوى في قوله -جل وعلا-: {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} [المعارج: 16] في كلام أهل العلم من المفسرين أن الشوى جمع شواة، وهي من جوارح الإنسان ما لم يكن مقتلًا، يُقال: رمى فأشوى، إذا لم يُصب مقتلًا، فربما وَصَف الواصِفُ بذلك جلدةَ الرأس كما قال الأعشى:

 قالَتْ قُتَيْلَةُ: ما لَهُ قَدْ جُلِّلَتْ شَيْبًا شَوَاتُهُ
 

 

 

...............................

يعني: جلدة رأسه جُلِّلتْ بالشيب الذي هو الشعر الأبيض. وربما وُصِف بذلك الساق، كقولهم في صفة الفَرس:

عَبْلُ الشوى نَهْدُ الجُزارة
 

 

 

...........................

يعني بذلك: قوائمه. وأصل ذلك كله ما تقدَّم ذكره أنه من الجسم ما لم يكن مقتلًا.

وفي (تفسير البغوي): ({نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} هي الأطراف اليدان والرجلان وسائر الأطراف، قال مجاهد: لجلود الرأس، وروى إبراهيم بن مهاجر عنه: تنزع اللحم دون العظام).

المقصود أن القول الذي يجمعها أنها ما لم تكن من المقاتل، وخصُّوا بذلك من باب التمثيل والتفسير ببعض الأفراد: جلدة الرأس والأطراف، والله أعلم.